الأحد ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم زينب خليل عودة

بـاقـية لــنـا

ثلاثة وستون عاماً مروا كلحظة
متى وكيف مروا ؟؟ وبأي طريق مروا؟؟
أشعر كأنهم ثلاثة أيام بل ساعات وأقل
وكأن السنين مثل السراب
وأسدل الليل الستار الحزين
أيقظوني .... إن ساعة الزمن معطلة عند عام 1948
وجرس المنبه تحطم بوقع أقدام صهاينة أشرار
وعشب أرضي يكسوها السواد
نعم احتلوها ...وسرقوا المكان وقتلوا الزمان
واستباحوا دماءنا وهجرونا هنا وهناك
وحرمونا من قطف العنب والزيتون والرمان
تذكر يا تاريخ كيف تدون كبائرهم؟
وجرمهم بحق هواء فلسطين وترابها.
يشدني الحنين إلى أرضى مثل حبل طويل بلا حد
ثلاثة وستون عاماً لم يخفق فيها القلب
وكانت غيبوبة تفتقد كل معنى للحياة
بلدتي هناك باقية تئن جراحاً ..
يا دارى.. روحي تشتاق إليك وتعانق الذكريات
وحينما أغفو بعيناى تتراءى أمامي كل شبر فيه
مازالت روحي معلقة بين جدران كل غرفة
لا يغيب عن ناظري كروم العنب والزيتون
وأشجار المشمش والتوت ..
أتذكر .. كنا في ذاك الحي نلهو مع أطفالنا
ونتسابق من شارع إلى شارع
نتنفس حرية ونركض وراء الخيال..
ونرسم لعبة الحجلة على التراب
وحين الفطور نفت الخبز في اللبن
ونأكل رغيف مغمس بالزعتر والزيت
وكانت أمي بثوبها المطزر تغزل الصوف بوجه مبتسم وأيدي ثابتة
وأبى يحمل على كتفيه سلة برتقال ..
وفى أيار يزهر الليمون ويثمر المشمش والخيار
وهنا بيت جدي ...
وهناك جاري وعلى ناصية الطريق مسجدنا
وكان السوق في وسط شارعنا
وفى طرف بلدتي يرقد عمى في قبره
آه يا وطني وآه يا نسمات بحرنا
كنا نصحو على زقزقة العصافير
وننام ... ننسج الأحلام بخيوط وردية
نتغنى أنشودة البقاء ... على حلقات دبكة الشباب
علي هذا التراب وطن لنا .
سجل يا تاريخ وجع بعدى
مثل أشواك الصبار تمزقني
أنا هنا بجسدي في غربتي
اقتلعوا روحي
فنبضاتي على ترابي هناك
اشعر بصوت كل فلسطين تناديني
وليس صوت بلدتي المجدل
ارض أجدادي وآبائي تئن بها كل ذرة رمل
فلم تعد تثمر فيها الأشجار
والأزهار تذبل وتموت
وعناقيد العنب تعتصر مرارة غربتنا
أيها المحتلون الصهاينة زيفوا كما تشاءون
واحلموا بهيكلكم المزعوم ...قدسنا شامخة وان طال عهدكم المشئوم
أيها المحتلون حلقوا في الفضاء .. فلم يتسع لأطماعكم كل الكون
وستبقى أيديكم الآثمة على الزناد تصول وتجول
ترسمون خريطة من النيل إلى الفرات بخطوط المكر
أيها الصهاينة أنتم الغرباء في وطني
سيأتي يوما ترحلون فالظلم لا يدوم
وموتوا بغيظكم .. فكل طفل وامرأة وشيخ
تلتهب حناجرهم مرددة
فلسطين لنا حتى الخلود واليوم الموعود
لاجئة أنا وكل بلدان العالم لا تسعني
إلا وطني
مفتاح بيتي في عنقي
وكوشان أملاكي وأرضى مع حفيدي الصغير
ثلاثة وستون عاماً
سجل يا تاريخ
كتبت وصيتي على أكف يدي
بكلمات هي حلم العمر حتماً سنعود
إلى شمالها وجنوبها
شرقها وغربها
وسترى فلسطين النور

ملاحظة : أهدى النص إلى والدي ووالدتي اللذين هجرا من بلدتهما المجدل على بد العصابات الصهيونية كما اهديه لكل لاجئ وكل من تشتاق روحه للعودة لفلسطين الحبيبة بكامل ترابها وزيتونها وستظل باقية والعودة أكيدة بإذن الله


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى