الخميس ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم نمر سعدي

يثربُ محمَّدٍ / جليلُ عيسى

1
 
يا سيّدي تيبَّسَ القلبُ وما مدَدتهُ لخطفِ نهرِ الريح ِ
في مشيكَ أو عصفورة ً خضراء ْ
 
2
 
هل كنت محمولاً على أجنحة ِ الرؤيا
أدورُ خارج الزمانِ والليلكِ حينها.....
أقبِّلُ التراب بالدموعْ
مسَّ رذاذُ الكأسِ من شفاهي
فأورقتْ مياهي
وأزهرت قبلةُ عينيها على فمي
وفي دمي
 
3
 
أصابعُ النبيْ
ترشق وجه قلبيَ اليابس ِبالماء فتعلو نخلة ًباسقة ً ( زنابْ )
وجدولاً يضحك في دمي لدنيا من عيون الحور في الثيابْ
تفتحَّتْ أحداقُها. . . .
أمشي على الليلكِ حتى آخرِ الأوتار في سماوة الأهداب ْ
 
4
 
سلَّمني يوضاسْ
لقدَميْ راقصة ٍفي غزوةِ الأحزابْ
قلبيَ مغشِّيٌ عليهِ من عطورِ الشام ْ
من شمس برتقالةٍ تعبى بظلِّ كرمةٍ تنام ْ
على الترابِ الربذيِّ
قلبها اطمأنَّ بالملاكِ
عصفوران في أهدابها تنضحُ من ريشهما سكينةٌ بيضاء ْ
 
5
 
تفلتُ من صوتي عصافيرٌ / غزالاتٌ تهّزُ مهدَهُ الصغيرْ
تفتحَّت في جسدِ النومِ رؤىً
تصدحُ في سريرِ أقدام العذارى وحصى الحريرْ
 
6
 
بيني وبين وجهها شمسٌ تشفُّ عن حجابٍ
أزرقَ فيها... كتاب ٍ
لبحار الرومِ... ليس بيننا حجاب ْ
سوى دموعِ آب ْ
وشارةِ العائد من معركة اليرموك ِ
بالرذاذِ والضوءِ وبالقرنفلِ / الضباب ْ
لا بدَّ من ذكرى لكي تحملَ عنَّي
الوجع المنسيّْ
في الهجرةِ الكبرى إلى نفسي....
قليلاً من حنان الوقتِ
كي تزهرَ عينُ القمرِ الشمسيِّ
في الركاب ْ
 
7
 
تخفق أقدامي على الماء ِ
وعيناها فراشةٌ على الرمضاء ْ
لعنكبوتِ قيصرٍ عشاء ْ
...........
طاشت سهامُ الخيل في جسمي
وكلُّ مجدِ كسرى زهَرُ الصحراء ْ
..........
يثربُ كلُّ وقتها صبح ٌ
وكل صبحها جرح ٌ
تدَّلى عنبُ الجليلِ من سمائهِ العذراءْ
...........
يثربُ وجهُ الشمسِ في نخيلها غناء ْ
 
8
 
على زجاجِ الماء ْ
تندى شفاهُ القُرشيَّات ِ
وفي بدر ٍأنا أجاهدُ الشمسَ
بسيفي - رحمة ً صديقتي الشمسُ -
تقوسَّتُ كما تقوَّسَ الغمام ْ
على شفاهِ القرشيَّاتِ
تسلَّقتُ على وجهيَ بئراً تُنبتُ الفضةَ والعظام ْ
للقمرِ المكيِّ يسَّاقط من أجنحةٍ مبتلَّةٍ
بعطشِ الصحراءِ في أقبيةِ الحمامْ
 
9
 
من دوس أقدامكَ.. من عطرهما اللجوج ِ
تنمو جنة أخرى هنا. . هناكَ. . . .
لكنَّ ملوكَ الأرض يزحفونَ في الجحيمْ
على وجوههم. . . .
وأنت من عل ٍ تنظر ُ
من رذاذِ زنبقِ السماواتِ
وأنهارٍ شربتُ بعيوني برقَها الورديَّ في الغيومْ
 
10
 
يثربُ حكَ الظبيُ فيها ظلفه بظبيةٍ
توزِّعُ الصحراء فينا ذهباً أو تعباً
يكرزُ في برِّية الصبحِ الجليليِّ :
إذا ضعفتَ. . ايمانك يشفيك َ
بروح قوة الله التي فيك َ
وفي السماء ِفأكنـز فعلكَ الصالح َ
تدخلْ ملكوتَ اللهْ
 
11
 
ملقىً على قارعة الليل ِمن الفسطاط للمدينةْ
يشعلُ عظمي بردُ قسطنطينة
........................
أوَّاهُ سيفٌ خشبيُّ الصنع ِ
لا يأكلُ من أسوارها اللعينةْ
 
12
 
أحفنُ هذا الرطبَ الجَنيَّ من نظرتها
يا لحنين الضوءِ فيها للنبوَّات ِ
التي تقطرُ من أغصان نومها ومن أمسي. . . .
كما يهطلُ زهرُ اللوز من حنَّاء ِشمسها النسائيةِ
من شفقها المطلولْ
 
13
 
أقول يا أنصعَ من حبةِ ثلج ٍ
في جبين الشمس ِ
يا حمرة وجهِ الشفقِ
العاتبِ والغاضبِ لله
أنا أغسلُ أقدامكَ - لا كالمجدليَّةِ - بعطر نفسي
وبحرير موجةٍ أمسحُ عنهما غبارَ غزوة الخندقِ
قوسي بيدي. . . .
يا بأبي أنت وأمي وحنوِّ قوسي
 
14
 
رأيتهُ يرجع راكبا على ضرغام ْ
من رحلة الصيدِ. مُعلمَّا بريش السيف والنعام ْ
في صدره البحريِّ. . . .
كان دائما يطوف بالكعبةِ قبل بيتهِ. . . .
كان يشُّجُ جبهة الشيطان بالقوس. . . .
اذا أغضبهُ يوماً. . . . جميلا ً كان ْ
 
15
 
مبايعاً وحاضناً سيفي أجيءُ
أثرُ الوضوء ْ
ينضحُ من جبينيَ المضيء ِ
قوسَ قزحٍ مددتهُ لخطفِ
نهرِ الريحِ في مشيكَ.. أو عصفورة ً خضراء ْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى