الخميس ٢ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم فلاح جاسم

دمارٌ في قلبي

هنا قلبي.. الساعة تشير الآن إلى الواحدة إلا سبع دقات، وذلك حسب توقيت مملكة قلبي وما جاورها.. نشرة الأخبار الموجزة؛ انفجر طرد من كلماتك المفخخة فأدى إلى تصدع في جدران قلبي، واندلاع حريق هائل، لم تتم السيطرة عليه حتى لحظة إعداد هذا الخبر. تقطـّعت جميع أسلاك الشرايين، لكن ليل القلب تحول إلى نهار بسبب ألسنة اللهب المتصاعدة. هذا وصرح ناطق قلبيّ؛ بأنه رفـُعِتْ شكوى عاجلة إلى هيئة القلوب الدولية احتجاجا على ما قامت به حبيبتي من دمار وقصف متعمد، واستخدام أسلحة محرمة، تخالف الأعراف القلبية؛ من كلمات ناعمة جدا وهمس يذيب القلب، وضحكات انشطارية، وابتسامات من شفاه بلون الكرز في صيف "أريحا".

النشرة الرئيسة ومن الإيجاز إلى التفصيل. سادتْ مملكة قلبي فوضى عارمة، بسبب قصفك المتوالي، مما أدى إلى انهيار جميع الحصون، أدى إلى انفجار مدو سمعه جميع ممكن يسكنون الأرض. الدماء تملأ شرايين قلبي، وقد أصبحت تجري بعكس اتجاهها نتيجة الفوضى التي سادت الفؤاد، كما اهتزت الأضلاع وتصدعت، وكادت أن تتهدم على من فيها. هذا وأفاد ناطق رسمي؛ بأن المضادات القلبية أضاءت ليل قلبي الذي أضحى صبحاً بفعل تصاعد النيران أصلا، وطلب القلب مساعدة عاجلة من مملكة عقلي، التي أعلنت بدورها، امتعاضها من تصرفات قلبي الاستفزازية مؤخراً، وأنه السبب والمحرض على ما جرى، وهو الذي أوصل الجسد إلى ما هو فيه.. ردّ قلبي مخفياً ما لحق به من دمار؛ بأن الأضرار كانت بسيطة، تقتصر على شرايين ثانوية، ومازالت عضلة القلب تعمل بكل طاقتها، لضخ الدم لجميع أنحاء جسدي، رافعة نسبة السكر فيه، للسيطرة على حالة الهلع تلك. لكن حصل العقل على صور ادعى من بثها على الانترنت بأنها لقلبي ساعة سقوط القذيفة، تصور دماراً كبيراً ودخاناً يتصاعد، صحبه نشيج مكتوم، حيث تمت الاستعانة بمدامعي لإطفاء الحريق، وقد مُنِعَتْ الصحافة من تغطية الحدث خشية تأجيج الفتنة وتصاعد الأزمة، وأن ما بُث من صور للأحداث هو محض افتراء، فالصور جميعها التقطت لقلوب عشاق ماتوا شوقاً من العصر الجاهلي وما تلاه، لأن جميع الأسلحة مباحة في العشق آنذاك، وأن القلب طبيعي بشكل تام يسوده الهدوء والتركيز، وهدد قلبي بقطع العلاقات مع عقلي، وتجميد جميع مشاريعهما المشتركة، وخفض نسبة التمثيل الدبلوماسي بينهما.

هذا وقد استنكرت قلوب عدة صديقة مجاورة، تلك الغارة الوحشية، ووصفتها بأنها تخالف جميع الأعراف العشقية، وأعلنت وقوفها على جانب قلبي في قضيته العادلة والمشروعة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى