الأحد ٥ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم
نيسانُ أقسى الشهور
(1)رمَتْ في الفضاءِ المُلوَّنِ أزهارَ صفصافهارمَتْ نارَها في دمي ومضَتْلا مُباليةً بالحرائقِ في نهرِ قلبيتعانقُ أشواقَ أطيافها(2)رمَتْ فوقَ وجهِ حياتيكخفقِ الصَبا شالَهاوكُلِّي طيورٌ من الماءِ تعجنُ صلصالَها(3)كُلَّ عامٍ بأوَّلِ نيسانَ أُولَدُمن ضحكةٍ في الشفاهِ الرقيقةِكالخيمياءِ الغريبةِ...يهمسُ بي القلبُ.. يبكي من الصدقِوالحُبُّ ألفُ دعيٍّ دعيّْ(4)كُلَّ عامٍ بأوَّلِ نيسانَ أحبوعلى جمرِ هاويةٍ في الفضاءِ جحيميَّةٍتصلبُ الوجهَ فوقَ الرمادِوتمتدُّ حتى أقاصي يديّْونيسانُ أقسى الشهورِ.. أحبُّ الشهورِ إليّْ(5)ضمِّديني بجيتارةِ الغجرِ الراحلينَ إلى أمسنابأعشابِ جسمي وجسمكِبالوَجعِ المتخفِّي كنهرِ الكلامِ الإباحيِّفي لغةِ الشاعرِ المُتمرِّسِبالليلِ في مخدعِ الشمسِ يقتاتُ من شمسنا(6)لفتاتٌ وراءَ زجاجِ العبيرْلفتاتُ الغريبِ على ماءِ وجهيتلوبُ كأنثى الطيورْلفتاتُ الغريبِ يشيِّعنَ قافلةً من حياتيويملأنَ قلبيَ بالأقحوانِ الكسيرِ النضيرْ(7)كلُّ ما في الرسومِ التي جسَّدتكِظلامٌ بريءٌ جريءٌ ونورْكلُّ ما في دمائي التي عشقتكِهباءٌ مُضاءٌ يمورْ(8)أنتِ بنتُ الحياةِ ابنةِ الكلبِهذي الشقيَّةِ... من كنتُ أعطيتهاقمراً وغزالاً وصفصافتينِتضمَّانِ بعضَ رماديوأعطَتْ حناني ذئاباً بلا رحمةٍفي ظلامِ النواياوقلبي خناجرَ مسمومةً بلعابِ الأفاعيأنتِ بنتُ الحياةِ التي كلَّما صرتُ أعشقهاضعفَ ما كنتُ في الأمسِروَّتْ ذوائبها بدموعِ انكساريوشهقةِ ناري الأخيرةِوالدمِ في أغنياتِ البراءةِ في عُرسِ قتليأنتِ بنتُ الحياةِ التي كنتُ أعطيتهاخاتماً.. وردةً من ضبابِ الأنوثةِ يوماًفناشَتْ وفائي بأقذرِ نصلِ(9)وجهُ نيسانَ لي..قلبُ نيسانَ للشعراءِ وللنرجسِ الصرفِأشعارُهُ للرياحِ المريضةِأزهارُهُ للبحارِ.. وأنهارُهُ العاشقةْلدَمي المتدفِّقِ في كلِّ أرضٍوفي كلِّ شعلةِ برقٍوراءَ انبهارِ الدجى مارقةْ(10)وجهُ نيسانَ لي.. ثمَّ لي... ثمَّ ليولمعنى البياضِ الأخيرِعلى شهقةٍ شاهقةْ(11)كانَ يكفي لكيْ أتأمَّلَ هذا الربيعَقصائدُ مغموسةٌ برذاذِ الضلوعِقصائدُ مرفوعةٌ كالنساءِ الوحيداتِأو كالبحيراتِ... حُبَّاً نبيَّاًعلى هاوياتِ الصقيعْ