الاثنين ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

سأحميك إلى الأبد يا صغيرتي

أنظري ماذا أحمل، يا طفلتي الصغيرة. أحمل أجمل الزهور و الألوان الجميلة و مفاتيح أسرار السحب لأهديها لك بمناسبة نجاحك في درسك الأول حول أسماء الفراشات و الطيور.أحمل صناديق تحتوي على أغلى الكنوز و أغربها سرقتها من سفن القراصنة لأهديها لك بمناسبة تلقيك أول رسالة غرام من فارس يسكن بين الأمواج الهادئة.

أنظري ماذا احمل داخل عيني. أحمل دموعاً لا أتجرأ على إطلاق العنان لها كي لا تحزني و يصيبك القرف و أنت تحتفلين بعيد ميلادك وسط عرائس البحر و المروج.أنظري ماذا أحمل داخل صدري، يا طفلتي. احمل قلبا كف عن الخفقان منذ أمد طويل، لكني انهره صباح مساء كي يفيق من سباته و يخفق لك أنت، يا عزيزتي، حينما تكونين ذاهبة إلى المدرسة لمعرفة نتيجة الامتحان.انظري ماذا أحمل على ظهري و خدي و كل أعضاء جسدي.أحمل جروحاً أضمدها كل ثانية كي لا تريها فيغمى عليك ولا تصلي إلى حيث ينتظرك الحصان الذهبي لحملك إلى سقف السماء.

انظري حولك و أمامك و ورائك و انتبهي جيداً فمن الناس من يحمل سكاكين و منهم من يحمل رصاصا ومنهم من يحمل حبالا وسياطا ومنهم من يحمل النار و الحديد .الكل يتربص بك و يضع لك الفخاخ و الأشواك.الكل مستعد للانقضاض عليك و يعد العدة لتكسير جمجمتك و تمزيق خديك الحلوين. يريدون القضاء عليك للقضاء علي ,يريدون قتلك لقتل حواسي و جوارحي. يريدون سحقك لسحق قلبي وقلب بلبلي. يريدون إيذائك لإيذائي.

انظري جيداً ما أحمل إليك و ما يكنونه لك. ما أريد لك و ما يراد لك. ما أتمنى لك و ما يوسوسون لك.انظري جيداً بعينيك الصغيرتين فها أنا واقف أمامهم لأصدهم عنك. ها أنا واقف أتلقى سهامهم و كراهيتهم .ها أنا أمنعهم من الاقتراب منك. ها أنا أدافع عن جسدك الصغير و أحلامك العملاقة اللامتناهية،.ها أنا واقف و عصاي في يدي أجابههم واحداً واحداً.ها أنا أمام رصاصهم أصارع و أئن. ها أنا في الرمق الأخير من حياتي أرى دمي يسيل و أصرخ في وجوههم. ها أنا مت يا صغيرتي فمن لك بعدي ؟ .ها أنا مت فكيف ستواجهين أسلحتهم و أظافرهم و جنونهم و روائحهم الكريهة ؟ها أنا مت فهل قتلوك أما لازلت حية في زنازينهم؟ هل مت حتى أنت و استرحت أم لازلت تئنين تحت أجسادهم الصدئة؟هل اغتصبوك بالتناوب أم كنت فقط من نصيب قائدهم؟

هل اغتصبوك أمام فراشاتك و طيورك أم أمام كلابهم التي كانت لا تتجرأ على الاقتراب منك حينما كنت تتمدين أمامهم و أنا وراءك أحميك؟هل اغتصبوك ثم قتلوك أم قتلوك ثم اغتصبوك؟ هل أقفلوا فمك أم تركوك تصرخين كي تسمعك الطيور فتنزع قلوبها من صدورها؟هل أسالوا دم عذريتك أم اغتصبوك و دماؤهم تسيل من عيونهم و أفواههم؟

لا يا صغيرتي، و الله ما اغتصبوك و لا قتلوك، فأنت لازلت حية ترزقين.و الله ما مسوك بسوء فأنت لازلت تجيدين الرقص احتفالا بعذريتك الأزلية.و الله ما غرسوا أنيابهم في جسدك المكتنز، فأنت دائماً تلك الطفلة التي ترعاها الملائكة و تحرسها السحب المقدسة.

و الله ما قتلوك و ما قتلوني وها أنا دائما وراءك و أمامك، أحميك من كيد الأعداء، فالعبي يا صغيرتي و ارقصي، احلمي و البسي أجمل الفساتين، غني مع النسيم وعانقي الزهور.
امتطي السحب و الأمواج و سافري أنى شئت، اقطفي ما لذ لك من الورود و اشربي رحيقها و نداها و عطرها.أسبحي في الأنهار و غوصي في البحار و نامي بين أذرع عرائس البحر,طيري صوب النجوم و اجلسي بمحاذاتها فأنت نجمة لا تنطفئ لا بالليل و لا بالنهار.

اخترقي الكواكب و ازرعيها ما شئت من بذور الجمال ثم انتظريني يا صغيرتي فها أنا قادم للجلوس بجانبك.ها أنا قادم لأكون شاهد إثبات على سعادتك و خلودك بعيدة عنهم و عن مشاريعهم السوداء.ها أنا احمل إليك الزهور و مفاتيح أسرار السحب.أحمل إليك دموع الفرح و سمفونية السعادة.احمل إليك قلبي لأتركه معك إلى الأبد، ثم أعود إلى عالمهم لأواجههم و أحاربهم مطمئن البال لأنك بعيدة عنهم في كوكبك القصي.سأحاربهم لأنهم حتى و لو قتلوني فلن يمسوك بسوء و سيكون هذا ذروة انتصاري عليهم و على قلوبهم التي من النار خلقت.

نرجو من الكاتب أن يكتب حرف العطف الواو ملاصقا للكلمة التي تليها وعدم ترك فراغ بينهما


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى