الاثنين ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم خديجة علوان

وصال

تتثاءب الأحلام داخل قلبها فيُهدهدها طيفه الأسمرُ، و يلقي على صحوة الأحلام الأخيرة حكايات المحبين مذ وجدوا إلى الآن، كي تنام بهناء في هدْأة أنفاسه و في وهج عينيه تصحو على سعادة ...

تنحني إليه لتَسمعه،تسترق النظر داخلها ،تجده هناك مستلقٍيا في كامل قلبها يروي للأحلام الصغيرة كِبر أحلامهما،تُسكن أرجاء روحها صداه، لتحيا عليه حين تسدل الجفن على العين ...تنام الأحلام في قلبها شبه عارية، ويستعطفها النوم لكنها لا تنام، يسبقها لصوته الآتي من أعماقها النبض والفراشات والضوء فتبدأ أعياد السهر واحتفالات الغجر...

إنه أول الليل و فيروز تغني للوصال، لطريق زلزلها النسيان وملّت خطى الذهاب، واشتاقت حقائب العودة ،وخطى العائدين تحصد شوكا زرعه الغياب في جسدها الغريب ..." زوروني كل سنة مرة ..."، تغني فيروز للحنين وغربة الأرواح...

كانت تعلم أن تلك المرة كافية لانتعاش النبض وارتواء الورد، و تعلم أن تلك المرة وحدها تحول دون انطفاء شمعتها التي أشعلها، وجلست تنتظره حين أقفل الباب ملوحا بيديه ... ونسي النافذة مشرعة لريح العذابات!!

تحبه كيف لا تقولها؟ وهي تتدافع في دمها وتتزاحم في حنجرتها، تتسابق... أيها تسبق الأخرى؟، تقولها وتمسك بشباك النافذة تصارع الرياح... تصرخ أين أنت عني؟... وتتناثر الطيور من أعشاشها تعلن خوفها للسماء، علّها تأتي بالشمس من مرقدها ... لن تُسلّم الريح ضوءا أشعله في قلبها ،فقد كان الصبر يجري من روحها إلى ساعديها يقويها ....

كادت تصاب بالنهاية ،لولا أن السماء سمعت نداءات الطيور، وخافت عليها خوفها وصرخة التعب الأخير، فذهبت بدمع الغيم بعيدا، وذهبت بأنفاس الريح الغضبى إلى مستقر لها... تنهدت تعبها الطويل، وفتحت نافذتها تنتظر عودته... كان الوجع يذوب كلما تذكرت شكل ابتسامتها في عينيه... وأغرقت سبابتها في لوحة الذكرى تخلط ألوانها من جديد!!

ها أسراب النوارس عادت لترى لون حريتها في صفحة البحر!!، وتزعق للأحلام أن افترشي الرمل معي و ارقصي !!...
غني يا فيروز أغنية الوصالِ !فمن غاب عن عينيها -مجبورا- ليس ينساها ، وكيف ينساها من هام في عشقها اللا ينتهي؟؟ وفي قلبه جسر الحب منها إليها ينتهي !!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى