الأحد ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

رأيتك فــ..

رأيتك فتذكرت عرائس الأساطير التي ولدت في السماء وبقيت فيها وتذكرت الزهرة التي ما ﺇن أينعت حتى اختطفها الملاك لوضعها على ضفاف الكوثر وتذكرت رقصة نحلة كنت أستمتع بها لما كنت صبيا وتذكرت نجمة لا تضيء الأرض فحسب بل تضيء أقطار وبحار السماوات.

رأيتك فاقتنعت أني أفشل مما كنت أظن لأن من أحببتهن لا يشبهنك ولو اجتمعن. رأيتك ففهمت ما كانت جدتي تحكيه لي عن الحروب التي كانت تشتعل بسبب امرأة وفهمت ألا حل لمشاكل اﻹنسانية ﺇلا بجلوس امرأة مثلك على عرش ﻫﺫا العالم.

كنت أنتظر قدوم شاعر عربي كبير ضيفا على مهرجان الرباط فجاءت نجمة لا أعرف أنزلت من علياء السماء أم خرجت من قيثارة أمير الغجر؟ جاءت قصيدة ممتطية صهوة الجمال وبحور الشعر وقافياته ترقص في عينيها. جاءت ملكة الفنون تغني داخل لوحة هي رسامتها و مولاتها.

كنت أنتظر قدوم شاعر لتنسيني قصائده مواسم ﻋﺫابي فجاءت معذبتي وعذبتني وتفننت في تعذيبي.

رأيتها فتساءلت كيف ﻹنسان أن يقول ﺇنه عاش ﺇﺫا لم تكن له حبيبة مثلها؟

رأيتك فتساءلت أين شاهدتك؟ أوسط ألوان الغروب وأنت ترقصين أم وأنت تغنين مع العنادل على هضبة السحابة الزرقاء؟

رأيتك فتغيرت مقاييس الجمال عندي وانهارت حساباتي وندمت على مرحلة النضال من أجل غد أفضل وحزنت لأنك من النوع الذي يمنعه القدر على ﺇنسان مثلي.

رأيتك ولم ترينني وأتساءل هل رأيت أحدا بل هل رأيت حتى ﺫلك الفنان التركي الذي كنت تستجوبينه؟

أتساءل هل فعلا رأيتك لأنهم علموني ﻤﻧﺫ الصغر أن الملاك لا يرى. علموني أن الحوريات لا يوجدن ﺇلا في الجنة وأن ساحرات الجمال لا يأتي بأخبارهن ولا يراهن ﺇلا هدهد سليمان.

علموني..

تعلمت ﻤﻧﺫ الصغر، وﻫﺫا قرأته في كتب الأساطير وعلمته لي أمي و جدتي.

تعلمت..

علموني أن المرأة التي يحبها الرجل من النظرة الأولى لن تكون من نصيبه أبدا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى