الأحد ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦

لماذا يغتصب الآباء بناتهم؟

شربل بعيني - عن ايلاف

منذ أسبوع تقريباً قرأت في جريدة المستقبل البيروتية خبراً جعلني أتوقف عنده كثيراً، وأعمل على صياغته من جديد، دون التلاعب بحيثياته ومراجعه، كي يتقولب بصيغة مقال، لا بصيغته الجنائية، والخبر يقول إن والداً عمره 49 سنة، دون زيادة أو نقصان، رزقه الله بتسعة أولاد، بعد أن حرم غيره من متعة الأبوة، أو حرم أطفالاً من حنان آبائهم المثاليين. وعندما بلغت ابنته الحادية عشرة، أحب أن يعلمها (الحياة)، والحياة بنظره، كما قلت في مقال سابق، تنبع من بين الفخذين، فراح يتحرش بها، إلى أن وجدها نائمة كالملائكة الصغار تماماً، تحلم بدروسها وفروضها ونجاحها المدرسي، فانقض عليها كما ينقض الوحش على فريسته، غير عابىء بأبوته، ولا بشرف ابنته وعائلته، ولا بتعاليم دينه، واغتصبها بقسوة تقشعر لها الأبدان، ولأنه لم يرتو من نبع طهارتها المقدسة، كرر فعلته المشينة سبع مرات في ليلة واحدة.

ولكي يثبت أن الغريزة الجنسية بشرية وليست حيوانية، كما ادعى البعض، راح يفترسها الليلة تلو الأخرى إلى أن بلغت الرابعة عشر من عمرها، والويل ثم الويل إذا رفضت مجامعته، فلكماته وصفعاته جاهزة لتلهب جسدها البريء، وترضخه لفحولته (الأبوية).

ولأن الجولة الجنسية العائلية الأولى قد نجحت لسنوات دون أن يدري بها أحد، ولأن ابنته الأولى قد أخذت ما يكفي من دروسه التدريبية على (الحياة)، حتى ضجر منها، انتقل لتثقيف ابنته الثانية، ولإعطائها دروساً عملية عن العلاقات الجنسية بين الزوج وزوجته، وبين العشيق وعشيقته، وبين الوالد المخادع وابنته القاصرة، فراح يبسط لها الأمور بذكائه (الوالدي) الخارق، دون أن تأبه به، أو أن تعيره اهتماماً، هو والدها، وهل تشك الطفلة بأبيها؟.. ولكنه عندما بدأ بتهديدها وضربها، استسلمت له والدموع في عينيها.

والظاهر أن مدرسته الرائدة في تعليم بناته أسرار العلاقات الجنسية الشاذة، قد أقفلت أبوابها والحمد لله، قبل أن تتخرج البنت الثانية، وينتقل للثالثة، لأنها اشتكته لوالدتها، التي اشتكته بدورها للعدالة، ومن قوس المحكمة إلى الأشغال الشاقة مدة سبع سنوات، ولو كنت القاضي لأهديته الأشغال الشاقة المؤبدة لأريح بناته من منظره المخيف.

ولأن الحيوانات لا تجامع أطفالها الصغار، بل تفتك بكل من يقترب منها، حفاظاً على نقاوة نسلها، وجدت أن تشبيه غريزتنا الجنسية بالحيوانية فيه شيء من التحامل على الحيوان، وقد صدق الأستاذ حسن عبد الرزاق حين قال: يسمون الجنس احيانا: الغريزة الحيوانية، لكن الحيوانات لاتمارسه الا حفاظا على النسل، وتخلصا من الحاح الهرمونات السنوية. اعتقد ان تسميته بالغريزة الانسانية اكثر قربا من الحقيقة. فما هي الأسباب الكامنة وراء اغتصاب العديد من الآباء لفلذ أكبادهم؟ وكيف بإمكان الأمهات ممارسة الجنس مع أبنائهن؟ ومنهن من قررن العيش معهم على عينك يا تاجر، دون أن يخفن من حسيب أو رقيب، كما يقول المثل العامي.

كل ما يفعله الحيوان هو ممارسة الجنس دون خجل، ليتخلص من إفرازات الجسد، بينما نحن البشر ندعي الفضيلة والتدين ونرتكب الفحشاء سراً، إلى أن ينكشف أمرنا، ونعلن أننا نعاني من أمراض عصبية، أو من اختلال عقلي، كما حصل للوالد الذي ذكرت قصته سابقاً.

أطفالنا.. أكبادنا تمشي على الأرض، هكذا قال الشاعر، وهكذا يجب أن نعاملهم، فبالله عليكم عاملوهم بالحسنى، وكونوا لهم مدرسة خير، كي تسود العدالة ويعم الخير في عالم كل ما فيه يسبح عكس التيار.

شربل بعيني - عن ايلاف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى