الأحد ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم محمود محمد أسد

اغتيــال الزهــر

وصلت إلى البيت دعوة للحضور إلى المدرسة في التوقيت المحدد. حملها الأب ببرود وبأعصاب هادئة. ذهب بالوقت المحدد دون أن يفكر بالأمر أو يعطيه أهمية. كل ما قاله في ذهنه:
 «الولد وقد ترك المدرسة ولم تعد لنا علاقة بها. العلم بالقوة. الأولاد ليس عقلهم بالدراسة..»
فوجئ بأن هناك رتلاً من الرجال والنساء قد سبقوه اجتمعوا في قاعة واسعة عُلِّقَ على أحد جدرانها لوحة كتب عليها:

(( بالعلم تشرق الحياة.. «ولوحة أخرى» .. بالعلم تقتل الفقر والجهل))

جلس المدير ومعاونه وتواجد بعض المهتمين. لم يعرف شيئا بعد.. بدأ الاجتماع بالترحيب وإظهار قيمة العلم. ثم توجهوا بالسؤال وراء السؤال وبصيغة واحدة. لماذا ترك ابنك المدرسة؟ وهل توافق على ذلك؟

وكان يقول بنفسه: «هل هناك علم ومدرسة».

ثم يسمع سؤال آخر:

لماذا يغيب ابنك من أسبوعين؟

 لقد بعثته ليعمل في معمل البلاط.

وآخر يجيب:

 إنه يبيع الدخان..

وثالث يجيبهم بانكسار:

 يعمل معاونا على سيارة أجرة.

يتضايق المسؤول القانوني وبنبرة قوية:

 سوف نحاسبكم، أولادكم دون السن القانوني للعمل... هذا خطأ وخطر...

تأتيه الصدمة القوية وبصوت واحد من الجميع:

 نحن نعم... عاقبونا... وأما أولادنا فلا.. إنهم يفتحون بيوتنا ويصرفون عليها.. نريد السترة لا غير...

 وحالة من الاستغراب والوجوم. وما زال الاجتماع متجدداً ومستمراً في كل مدرسة وفي كل عام. لكن القادمين أكثر. يتوافدون ومعهم بطاقات الدعوة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى