الثلاثاء ٢٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم محمد رضا

أغانيً بَنفسَجيةٍ، للشمس

إلى عُصفورة الشجنِ .. تباً لها

1
صَوتكِ مِيثاقُ حُريتي، يَاغريبة:
فغنّي لي.. ترنيمتكِ الأولَى
 
2
عِندَما وجدتُكِ: أفرغتُ الحقائب،
ووَضعتُ ملابسي فِي الخزانة
 
3
أضعُ رَأسي تَحتَ المَاء: تنتابُني خيالاتٌ مُولَويّة
أدفنُها أكَثر:
أضيعُ في فضاءِ الألوان / استنشقُ المَوت
أدفنُها أكثر: أجدك!
 
4
تتعثرُ أصابعُكِ على دَرجاتِ البيانُو:
فيتناثرُ الفُستق، في سَماءِالغرفة
 
5
عَلى الجَانبِ الآخر، مِن نهرِ الجَمال:
تتدَلى كُرومُ الفرحِ مِنكِ، يا لِبلابة
6
تَتعثرُ: يَرتبكُ الكَون
 
7
أرَاكِ: فأرى طِفلة فرحة الألوان،
تَحتضنُ الدُمى، وتشرب في فناجينَ بلاستيكية
شاي كَاذب، ولذيذ،
وتغني للورود الزرق، كَي تتفتح
 
8
كَأننا تلاقينا مِن قبل: ونَحنُ في العِشرينات
نؤرجحُ أقدامنا عَلى حَافة الهاوية
ويَدي تزحفُ مِثلَ ثعبانٍ صَغير،
لتلتهمُ أصابعك
 
9
بكلِ سُفني أنطلق:
يَصرخُ البحرُ بي / يَتناثر الرَصاص
أجدُكِ بالأحلام مُدججة / تنفجرين غراماً
فأموتُ مَرتين
 
10
أجلستها على الأريكة،
وَقلت:
سَنستمعُ لاسطوانة القهوة ياجَميلة،
رَيثما تَغلي رَكوة المُوسِيقى
 
11
كَانَ قلبي معدماً: يُدخن الحُزنَ على الرَصيف الأسود
عُملتك حُنان ولَهفة
سَكنتُ ابتسامتك / مَشيتُ حَذوكِ
وَعَبرتُ النَهر
 
12
صَدركُ رَائحة التُفاح
وَجنتاكِ شَفق
والجبينُ سَماء الناس
والربّ غَفورٌ رَحيم
 
13
صَوتُ سَيارة الإسعاف المُولول /
رَجلٌ مُتشرد يهذي / سَمراء مصرية /
سَماء مُلبدة بالغيم / برنامج مُللٌ في التلفاز
كلُ مَالا يُشبهك، يذكرني بكِ أيضا
 
14
حِينما يُمسى مَلاكٌ على نَافذتكِ:
تتلوى الهرمونيكا
ويُغردُ الناي
في قلبي
 
15
تقولين: أحِبّك
فتسمعكِ الغُيوم، وتتصالح
 
16
أشتاقُ: أزأرُ فِي الليل
أشتاقُ: أغردُ في الضحى
أشتاقُ: أتحولُ كالوترِ إلى نغمٍ
ألقاكِ: فيكونُ نَشيد
 
17
يَنبتُ لي مِن شوقي جَناحان:
أطِيرُ نَحوَ الشَمال
أقبلُ خَديكِ وأجلسُ عَلى طرفِ سَريركِ
لِتنامي
 
18
خَلفَ الباب أغنيةٌ
عقدُ يَاقوت أحمَر/ فستانٌ جَاهزٌ للرَقص
وَبقيَ على مُنتصفِ الليل:
عَامٌ مِنَ الأحلام
 
19
قالت: أنا فِي الأسفل، مَع جدتي
قُلتُ: بَل في الأعلى، مَع قلبي
 
20
أمسكي يَدي، وَلا تتسَائلي:
إلى أينَ نَمضي، يَامُحَمّد؟
 
21
يَنجرحُ إصبعك: فتنزفينَ دَمي
تضحكين: فيتسامى الوَجع
مِن جَسدي، ومِن جَسدِ الكَون
 
22
يَدي: مُسافرٌ رِيفي
وَنهداكِ هُمَا القاهرة
 
23
نحنُ لا نَبتعد: نَقترب، أو نَموت
 
24
قلادةٌ حَمراء / قوسُ قزحٍ عَلى شرشف /
مرآة بحوافٍ تلتمع / عِطرٌ برائحة الليمون /
كُوبُ شاي بزركشةٍ غجرية:
كُلُ شيءٍ هُنا يُوحي بعاصفتك
 
25
يَرنُ الهَاتف الجَوال باسمك:
فيصمتُ الكَون، وَتنتظمُ الإلكترونات
 
26
أصُبُ العَالم مِن نافذتي:
لأحتسي خمرَ وَجنتيك
 
27
تَكبرُ أمَامَ عَيني / تتحولُ قمَراً
ترمي لِي حَبلاً فِي الافق:
اقتربُ ولا احترق
وأطيرُ بَعيداً بَعيد
 
28
تغيبين : فيهوي قلب الأحاسيس
ويَبكي الوتر حَتى تحمر أذنيه
أصرُخ في وجه الغياب، أن عُودي
فتعودين
 
29
أنا فِنجان قهوتكِ اللانِهائي
وخيالُ الحَقلِ عِند اللزوم
لَكني مَازلت لا احترم قوانينَ المَرايا
وفقهُ عَدسات الكاميرات
 
30
كُل ذو خَدين:
يَتمَنى مِنكِ قبلتين
 
31
أمسكت يَدي: فأضاءَ رَأسي، ورَنّ هَاتفي النَقال
 
32
إليسّا نَفسها
لن تجعلني أتوقف عَن سَماعك تغنين
وَلو
هُنيهة
33
لأجلكِ يَقشعرُ اللؤلؤ
وَتُبنى السُدودُ، عَلى الذاكرة
 
34
نتغازلُ / نتصالح / نفتعل المشاكل / نمارس المصائب
لكننا عَلى أرضٍ وَاحدة
تَدورُ حَولَ نفسها
وحَولنا
 
35
سَقطت دَمعتين، في مَرشِ المَاء
سَقيتُ الحديقة: فنبتَ البَنفسَج
 
36
عِند مَدخل المَنزل وَردَتين
واحدةٌ باسمكِ / وَاحدةٌ باسمي
ذبلت وَردتي / مَاتت
لَم يَدفنها أحد
 
37
لِماذا بَعد فراقنا:
لم تقرأي قصائدي لوسادتك
وانتظرتي هُطول الدِفء في الشرفة؟
38
يَبكي البَحر إذا رَآني بدونك / يَطرِدُني
انظر في عينيه / وأحكي لَه عَنك
فيستكين
ويَبتسِم
 
39
أهتفُ باسمكِ ثلاث مَراتٍ في وَحشةِ غُرفتي
يَمرُ طَيفكِ في الردهة
أستوقفه
فيبستمُ، ويَمضي
 
40
قالت: عِندما تشتاق إلي
فابحَث خَلفَ شجرة التفاح
واعتمرت قبعتها
وغابت في المَمراللولَبي
 
41
أمسكُ يدك / أقبلك / أحتضنك
أستيقظ وصَوتكِ في الشرفة
قرعُ الفِنجان بالطبق
أدخلُ، لا أجدك
 
42
أنا لا ألعَنك
ولا ألعنُ نَفسي وَلا الاقدار
أنَا فقط:
حَ ز يـ ن

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى