السبت ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم عدلة شداد خشيبون

يقين

كلّ يوم حكاية أقرأها في وجوه العابرين، هناك حكايا تسرد نفسها وهناك حكايا تسرد غيرها، وفي الحالتين تبقى الشّخوص تنزف حتى يسعفها يراع أو تلسعها يراعة...واليوم حكايتهم غامضة وشخوصهم راقدة وبطلها يرتدي قبعة الاخفاء...وسمعت ممّا سمعت نواح العذارى يندبن فتاة الطّهارة بموكب جنائزيّ مهيب.

ففي التّابوت المسجى أمام المشيعين حكاية جافّة ورائحتها حزينة نرطبها بدموع سخيّة....فنصاب بزكام شديد وننسى الحكاية....والرّائحة الحزينة
هذه هي تنهدات أمّ يقين عندما أدركت أنّ ما الآهة إلاّ زفرة قلب، ووجع ذات، وتذمر روح، واكتئاب ضمير.

فغنّت لغربة نفسها غنّت بصوت دافئ رقيق...

"يا ليل.... يا عين...يا ليل مافيك ليل يكفيني تكمل هالحلم...ويا حلم ما فيك حيل تيروح الغيم"

ولسان خوفها ينادي بنيتي:

جفّت سواقينا
وبساتين أرواحنا عطشى
فلا تحلقي فوق رأسي.... أيتها العصافير
فهناك زواحف سامّة....... هناك الاعاصير
ثمّ استفاقت على بريق ليس كالبريق فقالت:
وراء كلّ برقة
رعدة قويّة
وينهمر المطر
هي قصّة شتاء النفس
مقتبسة من شتاء الطّبيعة
وقبل ان تتجرع جرعة الدّواء صلت الأبانا وذكرت ما تيسر من سورة الكرسي
وقالت:
ناموا وغطّوا أحلامكم
فالبرد القارس يبدد الأحلام..
وتابعت تنهداتها في لجة ليل مخيف...
رفات في رمس مثقوب حقيقتك يا نهر....

وبشجاعة الخائف همست ...يخاف اللّيل من البحر..وأنا من بحر اللّيل أخاف

أين حقيقتك يا ليل...أين جرأتك يا ضمير...أين وعدك يا حُلم

العصافير المحلقة وحدها تعرف خطورة الطيران ووحدها تدرك وقع السّقوط

وانتفضت إذ ذاك أم يقين لتجد نفسها تبكى حقيقة ولادة يقين وقبل ان تغادر اللحد مسحت دموعها وصرخت ببكاء

نيازك لامعة في سماء التّحدي

هي نغمات نايتي اليوم

نامي بنيتي فالنّوم سيّد التّائهين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى