الأحد ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم تركي بني خالد

التعلم المسؤول...في مدارسنا وجامعاتنا؟؟

أريد أن أتساءل عن مدى جودة التعليم والتعلم في مدارسناوجامعاتنا. وأريد أن اعرف إن كان بإمكان المواطن أن يثق بما تقدمه المدارس والجامعات المنتشرة هنا وهناك. وأتمنى لو اعرف ما يحدث في كل مدرسة وفي كل غرفة صفية في مدارسنا وجامعاتنا. وعندي تساؤلات عديدة حول حقيقة ما يقوم به المعلمون والمعلمات في ما اصطلحنا على تسميته بالبيئة المدرسية أو الجامعية. ترى أي ادوار يقوم بها جمهرة معلمينا ومعلماتنا هذه الأيام؟ وباختصار, أريد جوابا عن سؤال محدد: إلى أي مدى نستطيع أن نثق بمن تركنا لهم فلذات أكبادنا؟

ما نوع التعلم الذي يتلقاه أولادنا وبناتنا؟ نقذف بهم عند كل صباح على مداخل المدارس أو الجامعات ونغيب عنهم ساعات وهم في ذمة من أسميناهم ورثة الأنبياء. ترى, ما نوع الخبرات الحياتية التي يتفاعلون معها كل يوم ولمدة تصل إلى سنوات طويلة؟ ماذا يقصدون عندما يقولون لنا إنهم معنيون ببيئة صفية أو مدرسية أو جامعية آمنة وصحية؟

نتخرج من المدرسة أو الجامعة نحن الآباء أو الأمهات ونحمل كثيرا من الذكريات والصور بنوعيها الجميل والرديء. نتذكر كل شيء وكل خبرة مررنا بها بتفاصيلها الدقيقة, ونتمنى أن ينال أولادنا وبناتنا الآن أفضل مما تلقينا في سنوات صغرنا وشبابنا.

نتذكر أولئك المعلمين والمعلمات ممن تركوا لدينا انطباعات ايجابية لا تنمحي بسهولة. المعلمون الذين لا ننساهم هم أولئك الذين جعلوا التعلم خبرة ذات معنى. إنهم أولئك الذين نذكرهم بالخير مدى الحياة. المعلمون الذين تعاملوا معنا من منظور الرعاية. إنهم أولئك الذين علمونا المسؤولية عندما جعلوا التعلم عملية مسؤولة.

أرجو أن توافقونني الرأي أن التعلم هو الهدف وان التعليم هو الوسيلة للوصول إلى ذلك الهدف. وأرجو أن نتفق على حقيقة أن التعليم لا قيمة له إن لم يوصلنا إلى تعلم نافع ومسؤول. وبمعنى آخر إن لم يكن التعلم ايجابيا فلا حاجة لنا به.

أتحدث هنا عن التعلم والتعليم الذي يحدث أثرا ايجابيا في نفوسنا. ولنتذكر في هذا المجال أن كلمة علم بتشديد اللام تعني لغة إحداث علامة أو أثرا. وارغب في هذا السياق أن أركز على بديهية هي أن التعلم إن لم يكن ذو معنى وذو مسؤولية فانه لن يكون تعليما وإنما إضاعة لوقت الجميع وهدر لطاقات المجتمع لسنوات عديدة. فالتعليم مكلف كما نعلم وان فسد التعليم لا سمح الله فقد نخسر مستقبلنا بالكامل.

نريد تعلما يحدث فروقا ذات دلالة في حياتنا, وألا فسنكون أفسدنا كل شيء سواء بقصد أو بدون قصد. ولكي نصل إلى ما نريد فإنني أرى انه لا بد من ربط المعلمين والمعلمات بنتائج البحوث العلمية والتربوية الموثوقة والتي تمس عناصر العملية التعلمية والتعليمية كافة. ولكي يكون لدينا تعلما مسؤولا, فانه يتوجب علينا تخفيف أعباء المعلمين الإدارية والشكلية والروتينية من اجل توفير بعض الوقت لهم ولهن لاستيعاب العبر من نتائج البحوث والتبصر بوسائل الانتفاع منها في أوضاعهم التعليمية المختلفة.

الحديث ذو شجون هنا ولكن ما أريد الوصول إليه في هذه المقالة هو ضرورة أن يشيع مبدأ السؤال والمساءلة والمسؤولية في جميع مظاهر التعلم والتعليم في مدارسنا وجامعاتنا. لا بد من أن نعلم المتعلمين والمتعلمات أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم وان يعوا ما يقومون به من أعمال. كما انه لا بد من مسائلة كل من يتخذ قرارا تربويا أو تعليميا وعلى أي صعيد كان. ولا بد من تصبح البحوث العلمية والتربوية المرجع الرئيس والفيصل الذي يحكم على أساسه جودة ما يحدث في مدارسنا وجامعاتنا. وللحديث بقية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى