الاثنين ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم علي أبو مريحيل

عن أي لعنة يتحدثون!

من أنتم؟ سؤال أثار علامات الإستفهام على أوجه البعض لأنه جاء من حاكم يفترض أن يكون الأعلم بأحوال رعيته وطقوسها المتقلبة، وقد نلتمس العذر لمن غاب عنهم طوال الأربعين عاماً أن الإنسان يفتقر إلى البصر والبصيرة حين يكون حاكماً، لأن قوة وبعد النظر يتناسبان عكسياً مع فترة البقاء على سدة الحكم، وبالتالي لايصح أن نزوي حاجبنا استغراباً من هذا السؤال، مادام قد خرج عن عقيد تجاوز حتى المقعدين في مدة الإلتصاق بالكرسي! وبالرغم من إطلاق هذا السؤال في موسم قطف الرؤوس وحصاد الألسنة، إلا أن الإجابة لم تنتظر طويلاً ..

نحن امتداد للإرادة العربية، نحن الربيع الذي لن يحل عن الوطن العربي إلا بعد تطهير آخر ذرة تراب فيه من دنس الزكام ولعنة الحكام، ولكن .. عن أي لعنة يتحدثون ؟! أتلك التي حلت بمفهوم القيادة فأحالت الحكام إلى مصاصي دماء وسماسرة حروب، أم تلك التي تسببت بعاهة مستديمة للأنظمة نتيجة استئصال ورم خبيث يدعى مجازاً الديمقراطية، أم تلك التي حلت بنا لأننا لم نقرأ منذ زمن بعيد على حكامنا الفاتحة! احتمالات تضعنا أمام مفترق من الأسئلة..

كيف يمكن أن نؤسس لبناء نظام ديمقراطي في مناخ ملبد بالفتنة والضغينة؟ كيف يمكن أن نحلق في سماء التعايش السلمي وأجنحتنا مثقلة بالنوايا المبيتة؟ كيف نكون أهلاً للثقة وقد فقدنا حتى ثقتنا بأنفسنا؟ كيف نحكم، كيف نتولى زمام السلطة وقد سقطنا في أول اختبار لضبط النفس حين رقصنا على جثة لم تحرك فيها حتى الحياة شعرة واحدة؟ اسئلة يجيب أن نطيل فيها النظر قبل أن نعلن انتصارنا في حروب لم تبدأ بعد، لأننا مازلنا بعيدين عن الوقوف أمام المرآة التي ستكشف يوماً حقيقتنا العارية!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى