الأربعاء ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
قصة قصيرة
بقلم راندا رأفت

نشوة

دونما سبب منطقي اليوم تخللت قلبي سعادة لا حدود لها ، هل هو جديد سكن قلبي أم هو قديم عاد إلى الحياة؟

امتلكت الدنيا بين أضلعي ؛ فصرت أنا الآمر الناهي ، صارت النجوم من حولي أنا تدور ، خطواتي تطوي الأرض من تحتي طيا ، استحالت معاناتي اليومية متع أسعى إليها .. أنتظر الأتوبيس أكثر من ساعة و لم ألعن الدنيا بمن عليها ، أقف في الأتوبيس أتدحرج بين كراسيه المتهالكة و كأني أمتطي أرجوحة تداعبني بها يد أمي الحانية ..

تواجهني وجوه عابسة فأبادلها الإبتسام .. العمل الشاق صار ممتع ، الأوراق البيضاء تبدو لي فضية مكتوب عليها بماء الذهب ، ضجيج الداخلين و الخارجين و المتحدثين سيمفونية تعزفها الحياة على أوتار قلبي اللؤلؤية ، بعد انتهاء العمل مازلت في قمة نشاطي لم يمسني ارهاق ، تتلفن لي أمي أن أشتري في طريق بعض كليوات من الفاكهة ، طلب مرهق لي أحاول التخلص منه دائما لكن اليوم لا مانع لدي من أن اللف و الدوران بحثا عن أجود حبا ت الفاكهة ، في عودتي على السلم قابلت صرصار ، قد تمرست طويلا على مطاردة الصراصير و قتلها إينما حلت ، لكن اليوم بدا لي مسكينا ينتظره أهله ، فاليذهب في رعاية الله ، لو عرفت بيته لأدخلته فيه بنفسي ..

وجدت في البيت أبي و أمي ينصبان لي محكمة التأخير ، لكني كنت أضحك حكيت لهم عن مغامراتي مع حبات الفاكهة و مع صفحات الشوارع ، كانا يضحكان معي و يسبحان بمقلب القلوب .. أقسم أبي أنه قد اصابني من الجنون .. تركتهم ذاهبة إلى غرفتي .. عزمت علي أمي بتناول الغذاء أولا .. أعتذرت لها أني شبعى في حاجة أمس إلى نوم ... تمددت في فراشي متمنية على النوم أن يأتي .. لكنه لم يأت .. استطاعت نشوتي أن تقهر سلطان النوم . قمت من فراشي ..

أتخذت مجلسي بين ورقي و أقلامي ... لأكتب نشوتي .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى