الثلاثاء ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
الجذور تصعد بأشكالها عملاً فنياً يوحّد الأزمنة فيرسخ الهوية
بقلم مليحة مسلماني

أحمد كنعان: ينتابني شعور الاختناق عندما اضطر لتأكيد فلسطينيتي ليس للإسرائيلي فقط بل للفلسطيني مثلي

يتطاير رذاذ الماضي من منحوتاته، لتلامس قوةُ حضارة سالفة املاً يعيشه الواقع المضطرب، لعله يبحث في صلابة الحجر عن أصول لا يمحوها الزمن، وقد يُخرج من ثقل الحديد صدأ المأساة، ولعله في تماسك الخشب يرصّ الصفوف ويوحد الهويات الممزقة. هكذا أنت كمتلق لا تستطيع الا ان تقول شعرا امام تماثيله الموزعة على تلال المدن المحتلة وشاطئ عروس البحر وفي العواصم العربية، ولا تملك الا الدوران حولها أكثر من مرة، في محاولة من الذات للتواصل مع جذورها. وامام لوحاته، ستجد وجها آخر نقيضا، يعجّ بألوان زاهية وزخارف شرقية، توتر الجوانيّ فيك، وتسأل عن سر هذا التوتر الذي تخلقه ! تلك الصفوف المرتبة.

على عكس تماثيله الصلبة والضخمة ذات الملامح القوية، للفنان أحمد كنعان المولود في طمرة الجليل الغربي في العام 1965، طبيعة هادئة، شاردة، قليلة الكلام، ومبتسمة في أغلب الأحيان. وفي رحلته في الفن التشكيلي على مدار عشرين عاما، بدءا من مرسم الفنان خليل ريان في طمرة، ومرورا بكلية "بتساليئل" في القدس وحتى يومنا هذا قدم الكثير من الأعمال الفنية في النحت والرسم والتركيب، مستخدما كافة ما تخرجه الأرض من مواد معالجا اياها بمختلف التقنيات، ومعبرا عن مواضيع صقلت هوية أعماله الفنية وهويته كإنسان وفنان باحثا في الأرض عن الجذور ومتطلعا إلى السماء في محاولات للحب والحرية والطيران. بعد رحلة طويلة من الجليل إلى رام الله، كان لنا معه الحوار التالي:

 لن أسأل الفنان أحمد كنعان، وهو من يعرّف نفسه بالدرجة الأولى كنحات، والباحث عن الجذور في أعماله كما هو معروف عنه، عن تعريف أو هوية، لكن يراودني سؤال عن بدايات رحلتك في البحث عن الهوية من خلال أعمالك الفنية وعن الدافع الذي يقف وراءها؟

 بدايتي هي السؤال عن الذات، وبداية رحلة البحث عنها هي بدايتي في الفن والعكس صحيح. لم ابدأ رحلتي في الفن التشكيلي متأثرا بمدرسة معينة أو بفنان معين، بدأت من مرسم الفنان خليل ريان وأنا في السادسة عشرة وهناك تعلمت الأسس التقنية من استخدام الأدوات والألوان ومزجها، وفي "بتساليئل" اطلعت على أعمال فنية كثيرة وتعرفت الى مدراس الفن التشكيلي. كان الحوار والجدل و! الذي قلما ما يحدث حول مسائل الهوية والقضية والصراع يطرح الأسئلة أكثر مما يجيب عليها، وكان الشعب الفلسطيني في تلك الفترة يستمر في انتفاضته الأولى ضد الاحتلال. يمكن القول أن البداية كانت من معرضي الأول بعنوان "محاريث" والذي أقمته في السنة الدراسية الأخيرة في بتساليئل في مسرح الحكواتي في القدس. لكن السؤال عن الذات والهوية بدأ في مرحلة مبكرة، بالتحديد في فترة الاجتياح الاسرائيلي على لبنان، في تلك الفترة تكشّف الوجه الحقيقي والبشع للاحتلال، تم اعتقالي بعد مشاركتي في مظاهرة على اثر مجزرة صبرا وشاتيلا. ما أريد قوله أن وجودي كإنسان وكفلسطيني في المجتمع الاسرائيلي شكل دافعا ولا يزال في رحلتي الفنية لأعبر عن ذاتي كفلسطيني، أنت هناك بحاجة أن تثبت أنك فلسطيني وتؤكد على فلسطينيتك في كل معرض وفي كل عمل فني، في محاولة منك لمقاومة محاولات طمس الهوية ومحو جذورك وتاريخك في هذه الأرض.

عن مجموعة محاريث تقول الناقدة الفلسطينية عزيزة دياب "بالرغم من التشبيهات العديدة التي تثيرها في مخيلتنا محاريث كنعان على انواعها والمرتبطة بعلاقة الانسان بالأرض على الصعيد العام وبواقع الأقلية الفلسطينية التي ينتمي اليها الفنان على الصعيد الخاص، نلاحظ أن تماثيله تقف على الأرض بثبات متغرسة في عمق الزمن فيها من الحكمة وأبدية الآلهه"، كيف يرتبط واقع الأقلية الفلسطينية بشكل خاص وواقع الشعب الفلسطيني بشكل عام في أعمالك بالعلاقة مع الأرض وبحضارة كنعان؟
 لست أنا من يربط التاريخ بالحاضر لكنه هو التاريخ يعيد نفسه، وتتكرر المآسي على هذا الشعب، وهي الأرض التي يتعاقب عليها احتلال اثر احتلال. انظري ما يحدث الآن من هدم ومصادرة أراضي ومن تقطيع لأوصال الشعب الفلسطيني، وفي التاريخ تم هدم المدن الكنعانية على أيدي اليه! ود، هذا مذكور أيضا في التوراة. أحاول أن أقول، وربما هذه محاولة مني لتفسير أعمالي ذات العلاقة مع الأرض أن تاريخها يكرر ذاته، لكنها علاقة انسانها الفلسطيني بها لا تتغير، يبقى متشبثا بها، بل يصبح جزءا منها، فعلاقته بها تشكل مقوما لهويته وهويتها، وعلاقتهما تبقى تبادلية، الانسان الفلسطيني ومنذ اكثر من ثلاثة آلاف عام يبقى متمسكا بأرضه، وفي تطلعه إلى السماء توقا الى التحليق بحرية وحبا للحياة.

وتتابعت بعد محاريث معارضك الفردية، "مشاطيح" في العام 1992، و"عنات" في العام 2001، و"أرض" في العام 2002 وغيرها بالإضافة الى مشاركات في معارض جماعية مثل "50 عام على النكبة" و"أفكار، رؤيا وهوية" و"المرأة كيان" و "نضوج"، سؤالي أن الفنان أحمد كنعان، وبالإضافة ألى تنوع أساليبه ما بين النحت والرسم والجداريات والزخرفة، الا ان هناك تنوع أيضا في المواضيع التي يطرحها، ما بين التاريخ والعلاقة مع الأرض، والمرأة، و الأعمال البيئية التي أقمتها في مدراس عربية مثل "نمو" والتي يستخدمها الطلبة كملتقى في ساحة المدرسة وأخيرا ابتدأت بسلسلة "جدار في الرأس" كأعمال فنية تعبر عن واقع الجدار في الأراضي المحتلة؟

 العمل الفني هو انعكاس ذات الفنان كإنسان وما يجول فيها من مشاعر وأفكار وتناقضات، كل مرحلة من مراحل حياتي ترينها في أعمالي الفنية، وان ظلت الملامح الكنعانية سمتها الأساسية، في فترة زواجي عملت على أعمال فنية مثل " تزاوج " وغيرها محاولا تجسيد رؤيتي للزواج والحب والعلاقة مع المرأة، المرأة التي تم تصويرها في فترة السبعينات والثمانينات من قبل الفنانين الفلسطينيين على انها الوطن والأرض والخصوبة، في أعمالي ركزت على العلاقة بينها وبين الرجل بما فيها من انسجام وتوحد وحاجة كل منهما للآخر كمكمل له. بعدها صار لي أطفال، وتلك مرحلة مهمة في حياة أي انسان تؤثر فيه وتصقله من جديد، لذلك كانت أعمالي مثل " نمو" و"ملتقى ونمو"، وهي أعمال يستخدمها الأطفال للجلوس داخلها للحديث والتأمل، تلك أعمال بيئية يستطيع الانسان ليس فقط النظر اليها بل استخدامها في حياته، وهنا أود ان اقول انه من الجميل أن يكون الفن جزء من أسلوب حياة الانسان وليس فقط لوحة او منحوتة تزين مكانا ما. عن "جدار في الرأس" هناك عملان أحدهما في رام الله والآخر على الحدود الألمانية الفرنسية، لا أستطيع الا ان أعبر عن رؤيتي في حصار اسمنتي يُطوّق به الشعب الفلسطيني في سجن كبير ويقطّع الأراضي الفلسطينية، هذا الجدار يوجد في رؤوسهم وحدهم، هذا ما أقوله دائما للإسرائيليين، فليخرجوا هذا الجدار من رؤوسهم ليروا الآخر ويراهم، فبرأيي مهما صعّد الاحتلال من ممارساته الا انه في النهاية لا يوجد إمكانية الا في حل واحد، يتمثل في محاولة تحقيق التواصل والسلام بين اسرائيل والفلسطينيين، الجدار يقتل تلك الامكانية ولن يحقق السلام وبالتالي الامن بالنسبة للإسرائيليين. أشعر بأن أحد أهم الدوافع التي تدفعني للاستمرار في ال! فن والمشاركة في المعارض يتمثل في رؤيتي الفن كلغة مشتركة، تطرح الأسئلة وتثير الجدل وبالتالي تحقق نوعا من التواصل.

 في كتابه "تشكيل 1"، يذكر الفنان الفلسطيني مروان العلان، وبعد تعريفه لك كفنان كنعاني فلسطيني ملحوظة هي "نود ان نشير الى ان توظيف اعمال الفنان من قبل المؤسسة الاسرائيلية، واهتمامها بها لدرجة غير مطمئنة، قدم اشارة استفهام كبيرة سنحاول الوقوف أمامها في سياق بحثنا عن العلاقة بـ "الآخر" تشكيليا في مبحث آخر قادم"، ما تعليقك؟

 أنت قلتها، عرفني كفنان كنعاني فلسطيني، وقرأ أقدمية هوي! تي من خلال رؤيته لصور أعمالي. هل تدرين؟ ينتابني شعور بالضيق والقلق والاختناق عندما اشعر باني مضطر لتأكيد فلسطينيتي ليس فقط للإسرائيلي، بل أيضا للفلسطيني مثلي! بالنسبة لي اشتراكي في معرض ما واهتمام المؤسسات الاسرائيلية بأعمالي يشكل اعترافا بي وبالتالي انتصارا ثقافيا ومعنويا أحققه كفنان وكفلسطيني. قبل إثارة اشارات الاستفهام وخاصة في الحالة الفلسطينية في اسرائيل يجب البحث عميقا في التركيبة الاجتماعية والسيكولوجية للمجتمع الاسرائيلي، هي اولا دولة استعمارية وثانيا أرادوا لها ان تكون على النمط الغربي اي دولة علمانية ديمقراطية، من هنا يجب ان نفهم اننا نواجه عدوا ذا وجهين، سأشرح لك، في حالة الفنان الفلسطيني في اسرائيل فإن محاولات اشراكه في المعارض المهمة في الدولة هو "تزيين كعكة" اي ان تلك المحاولات تشكل جزءا من الادعاء الديمقراطي الصهيوني، لكن الأمر يصبح اكثر تركيبا خاصة في حالة الثقافة والفن في اسرائيل، النخبة المثقفة التي تدعي انها الاكثر تحررا وليبرالية في المجتمع الاسرائيلي. لكن أؤكد في نفس الوقت، وانه مهما كانت التحديات التي يواجهها الفنان الفلسطيني في اسرائيل، الا ان الفن الجيد يظ! هر ويصبح بؤرة اهتمام للنقاد والمثقفين مهما كانت رؤيتهم للآخر، وجميعنا نعلم ان النظرة العامة للآخر العربي هي نظرة فوقية. اقولها بكل تواضع كفنان وبكل فخر كفلسطيني ان اعمالي شكلت حالة مميزة في الوسط الثقافي في اسرائيل، لست انا فقط بل أيضا هناك فنانون فلسطينيون في اسرائيل تميزوا بأعمالهم وأساليبهم وشكلوا بؤر اهتمام للنقاد والمؤسسات الفنية والمثقفين. بالنسبة لي أتلقى عروضا كثيرة للاشتراك في اهم المعارض في اسرائيل، وهنا تبدأ المعاناة، حيث ان الفنان الفلسطيني اذا أراد ان يحافظ على هويته كفلسطيني فعليه ان يبدأ بعملية تحقيق وفحص كلما دعي للمشاركة في معرض ما، ما هي مناسبة هذا المعرض مثلا، في العام 1998، تم دعوتي للاشتراك في معرض يقام في متحف "تيفن" في الجليل الذي يعتبر من اهم المتاحف في اسرائيل وأي فنان يتوق للعرض فيه، طلبت ورقة عن المعرض، كانت هناك ملحوظة اسفل الصفحة تقول "بمناسبة 50 سنة على الدولة" ولهذا كان عنوان المعرض "50 نحات"، اتصلت بعاموس كينان منظم المعرض وطلبت منه الغاء اشتراكي في المعرض، تجادلنا في الأسباب وانصرف هو يائسا ومنزعجا، واتصل بالفنان محمد بكري في محاولة منه لإقناعي بالاش! تراك عن طريق بكري، قال له بكري: "قد نكون مواطنين في اسرائيل، لكنها بالنسبة الينا 50 عاما على النكبة" بعدها اتصل بي كينان وقال: متأسف اني لم أفهمك، تم حذف اشتراكي في "تيفن" واشتركت في نفس الوقت في معرض "50 عام على النكبة" الذي اقيم في الناصرة. واود ان شير هنا الا انه ليس بالضرورة ان تكون كل المعارض في اسرائيل لها علاقة بفكرة صهيونية، الفن اوسع وأشمل من ايديولوجيا واحدة، قد يطلب منك كفنان عمل جدراية تزين مبنى مثلا، وهذا جزء من عمل الفنان خاصة وعندما يكون الفن هو مصدر دخله الوحيد. أريد ان اقول ان احدى أهم التحديات التي تواجه الفلسطينيين في اسرائيل بشكل عام والفنانين الفلسطينين فيها بشكل خاص هي المحاولات الصهيونية لطمس الهوية والأسرلة ومحو وتشويه التاريخ، وهذا يتطلب منا كفنانين بشكل خاص مقاومة عالية تتمثل في البحث والفحص وفي نفس الوقت الاستمرار في الانتاج الفني بشكل كبير.

 عن فن الزخرفة والتزيين في أعمالك تقول الناقدة الاسرائيلية نافه شوشاني "... يمكن القول ان التزيين في اعمال أحمد كنعان الفنية تظهر احيانا كخلفية مرئية، كطبقة شكلية، لكنها في اغلب الاحيان تظهر كستار، مطَرّ او مُضلّ، تبرعم عن طريقة افكار الفنان واحاسيسه، ينكشف المتلقي الى مضامين ثقيلة والى الم من خلال الواجهة المزخرفة"، ما سر هذا التوتر الذي تخفيه الزخرفة في اعمالك؟

 بدأت رحلتي في الفن الاسلامي والزخرفة أثناء زياراتي للمتاحف، خاصة متحف روكفلر في القدس والذي يحوي آثارا من الفن الاسلامي في فلسطين، كان الزيارة وكأنها سحر! ا يعود فيه الزمن الى الوراء، بدأت بالتقاط الصور للزخارف والفسيفساء، ومهمتي كفنان لا تقتصر على النسخ او التصوير، ان فن الزخرفة في الفن الاسلامي فن رائع يستوعب الكثير من التجديد والابداع، من هنا بدأت بإنتاج لوحات وجداريات بأسلوب الزخرفة ولكن بدمج أسلوبي الخاص بي، في احدى الجدرايات وهي عبارة عن زخرفة بالفراشات، ترين الصف الأخير منها الى الفوق قد بدأت الفراشات تتطاير منه وتخرج عن الصف. في لوحة زيتية أخرى وبالفراشات أيضا كل فراشة كان لها ما يميزها سواء باللون او الشكل.

 تستخدم العديد من المواد في اعمالك من حجر وخشب وحديد بالاضافة الى الرسم بالألوان الزيتية والمائية، كيف تتعامل مع هذا الاختلاف في المواد، وكيف تختار مادة معينة لفكرة معينة أو لعمل فني معين؟
 الفكرة تختار مادتها وتقنيتها الخاصة بها، والعكس أيضا ممكن، قد توحي مادة معينة كقطعة حديد مثلا بفكرة معينة أو شكل فني ما، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، إنها عملية بحث طويلة وشاقة ذهنيا وجسديا، الفكرة لا تبقى نفسها، بل تمر، كما يحدث بالضبط للمادة أثناء التنفيذ، بعمليات صقل ونحت وقطع واضافة. ولا تنتهي عملية البحث تلك سواء في الفكرة أو المادة عند الانتهاء من العمل الفني، بل تستمر وتتطور في أعمال فنية أخرى، لذلك ترين سلسلة من الأعمال تحمل الاسم نفسه بتقنيات ومواد مختلفة مثل "حراث 1" من الحديد و "حراث 2" من الخشب" وسلسة "عنات" بالخشب والنحاس والألوان، و"معبد عنات" و"زخارف عنات" بالألوان الزيتية.

 كنت من الفنانين المشاركين في "ربيع جفنا 2005"، كيف تنظر الى تلك التجربة كأول ورشة فنية فلسطينية تنظمها وزارة الثقافة على مستوى دولي؟

 لقد كانت تجربة رائعة وغنية، أعادت لنا التواصل مع فنانين ومثقفين بعد سنوات طويلة من الانقطاع، والأهم ان مثل تلك الورش تبدأ برسم الملامح الأولى لهوية ثقافية فلسطينية، حيث يجتمع فيها فنانون من كافة المدن الفلسطينية لخلق حالة من التواصل في الحركة التشكيلية الفلسطينية داخليا والتي تعاني من صعوبة التواصل بل واستحالته بين فنانيها. اتطلع كفنان فلسطيني الى تكرار مثل تلك التجارب التي تغني الحركة التشكيلية الفلسطينية على الصعيد الداخلي والخارجي. ولكن أشير هنا الى الواقع الثقافي الفلسطيني ضمن نظيره العربي، وخاصة في حالة الفلسطينيين في اسرائيل، نحن مث! لا ممنوعون من السفر الى معظم الدول العربية، هل ذنبنا اننا بقينا في اراضينا بعد النكبة والتهجير؟ بل ان الكثير من المجتمعات العربية لا تعرف عن واقعنا، مثلا منهم من يعتقد أننا جئنا للسكن في اسرائيل بعد اقامتها، ومنهم من يعتقد اننا لا نتحدث العربية! لم لا يتم فتح الحدود بين الدول العربية كما حصل في اوروبا؟ بدون هذا التواصل لن تكون هناك نهضة ثقافية عربية تشملنا كفلسطينيين بشكل خاص.

 في معرضك القادم سلسلة أعمال تحت عنوان "القائد"، يظهر فيها الحصان كالقائد او المحارب في اوضاع مخلتفة، تارة منتصبا وتارة ملقى على الأرض، مرة مهزوما ومرة منتصرا، هل هذا التمثيل للقائد كحصان هو "حنين لتلك الايام التي كانت فيها الامة العربية على ظهر الحصان" كما تذكر نافه شوشاني منظمة المعرض؟

 هو حاجة لقائد اكثر منها حنين للماضي، ننطلق من جذورنا التي لا نستطيع ان نبترها، في واقع الشعب الفلسطيني الآخذ بالتدهور يوما بعد يوما، تتعاظم الحاجة الى قائد ينظم الامور ويمسك بزمامها، القائد ليس من يركب الحصان ومن ورائه جيشه، هو الارادة فينا، توقنا الى الحرية وحبنا للحياة، الشعب الفلسطيني يتمتع بحب كبير للحياة ويريد ان يعيشها، نحتاج الى ترتيب اوراقنا كفلسطينيين وعرب، الى شحن طاقاتنا السياسية والثقافية، ليكون الشعب قائد نفسه الى مستقبله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى