السبت ٢٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم أسامة عبد المالك عثمان

عند الإشارة

لا يبدو الجنونُ عليه، لحيتُه كَعُشبٍ مُهْمَل، ولباسُه أقربُ إلى الحياة العملية، لكنَّ مكانَ تموضعه غريب، بعض الشيء، والأغربُ عملُه الذي يحرص على القيام به بكلِّ الجدية الممكنة، إنه يقف تحت الإشارة الضوئية، يعاونُها، أو يؤكِّد فعلَها، وأحيانا يستَبِقُها، في طلب التوقف، أو الاستعداد، أو استئناف السير... يلوِّحُ بيديه؛ لتسدَّ مسدَّ ألوانِ الإشارة، مع أنها صالحة تماما.

السائقون..كثيرٌ منهم لا يعيرونه اهتماما، يمضون، أو يقفون؛ ونظرُهم على الإشارة نفسِها، وبعضُهم، يمازحُه، أو يجاملُه، سائلا: بعد أن تضيء الإشارةُ، خضراءَ، مثلا: ها.. هل نمشي، الآن؟

لكنه يحبُّ أن يحتفظ في نفسِه، بفكرة أنه مُسيِّرُ السَّيْر، وربما دلل على انصياع السيارات للإشارة، على أنه انصياع لإشارة يده، أو أُصبعه.

أما تلك الإشارات التي كان يصدرها، قبل الوقت المناسب، أو بعده، ولا تلقى أية استجابة، إلا ازدراء النظرات، أو إهماله كليَّا، فقد ضاعفتْ فيه الشعورَ بالتفوق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى