الأحد ٥ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم أحمد مظهر سعدو

في أربعين الأديبة قمر كيلاني

بالأمس رحلت عن هذا العالم الفاني أديبة كبيرة بحجم قمر كيلاني.. رحلت هذه الباحثة المناصرة لحق المرأة في سوريا، بل في الوطن العربي. رحلت تلك الأديبة التي بدأت كتاباتها باسم مستعار، لتثبت أن الفتاة الدمشقية، يمكنها أن تكون صنو الرجل تدافع عن قضاياها، وقضايا الأمة، بل يمكنها كذلك أن تتحدى التقاليد البالية، وتصنع مجداً لامرأة عربية يلفها التابو، من كل حدب وصوب..

لقد عرفت هذه الأديبة الهادئة، وجلست اليها مرات عدة، في منزلها الدمشقي المفعم برائحة الياسمين،وقد أنتجت ما أنتجت من كتب، وفكر، وأدب سوري قل نظيره.. عرفتها كاتبة لا تركض الى الشهرة، بل الشهرة تزحف اليها.. ولا تحب الظهور، بل الدنيا الأدبية تهرول نحوها..
عرفتها أديبة تتحدث في كل شيء، من السياسة الى الادب، ومن الحياة الى قضايا الناس الغلابة،وتكتب كل ألوان الأدب، لتترك بين أيدينا تاريخا، وارثاً أدبياً لا يعادله ارث.. ومن أهم ما تركت أيضاً، ارثاً أدبياً حقيقياً، يعيش بين ظهرانينا، ومازال ينتج جمال الادب ورونقه.. انها ابنتها الأديبة الشابة والرائعة (لينا كيلاني ) التي حصلت على جوائز عدة في الأدب.. وأنتجت في مكتباتنا العديد من كتب القص الجميل، وأدب الأطفال، الذي بات قبلة العرب ومحط أنظارهم.. فاذا كنا اليوم بمحضر رحيل قامة أدبية شامخة كشموخ دمشق.. وهامة فكرية أنثوية باسقة كما قاسيون.. فانه لا يمكن الا أن نقول:

ان دمشق قلب العروبة النابض والباقية أبداً ما بقيت حناجر ونبضات الناس، كل الناس، تثبت أن الحياة فيها باقية يوماً بعد يوم.. هذه المدينةالخالدة،تودع يوماً اثر يوم، أبناءها وبناتها ممن أخلصوا لها، وتركوا في حاراتها ارثاً لا ينساه كل ذو عقل وانصاف، فهذه الاديبة المبدعة قمر كيلاني ترحل.. بعد ان سبقتها الى الرحيل الأديبة الكبيرة الفة الادلبي.. وقبلها الشاعر الكبير نزار قباني. والكثير الكثير ممن يعجز القلم عن ذكرهم.فدمشق ما زالت حبلى بالأدباءوالشعراء والمفكرين، الذين يسجلهم التاريخ، ويسجلون التاريخ العربي السوري.. تاريخ الشام، الذي يصنعه ناسها ويحفرونه دماً وعرقاً وجهداً وعلماً لا ينضب سراجه مهما تكالب عليه المتكالبون... فإلى هناك أيتها الاديبة القمر الكيلاني.. حيث الكل في الواحد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى