الثلاثاء ٧ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم عيسى حديبي

مع ريتشارد كلي درمان

بإمكان الإحساس أن يحملك إلى أبعد نقطة في العالم، بإمكان الحب أن يخترق أقسى القلوب، وبإمكان دمعة واحدة أن تحرق أسطولا حربيا بالحيرة والندم. فلا تقلقي يا حبيبتي ما دام الشتاء لا يخلف وعده. الحب سر الوجود يداعب السماء الكبيرة، يراقص النجوم بالليل، ويقبّل السحاب الأبيض بالنهار.

ما أروع الفضاء حين يمكننا الطيران، وما أحوجنا إلى الغناء مثل الطيور، وإلى جرعات الحلم لبقية الرحلة القصيرة.

لا تقلقي يا حبيبتي ما دامت الأرض تدور، فلن يمكن للإنسان أن يحتل الكون، ولن يقبل هذا العالم الجميل إلها غير الحب.

سيبقى العشب معطف الأرض الوحيد، وستبقى الولادات للأمومة، أنا لا ألوم الفراغ حولنا، لأننا نحن من يرسمه حين نغضب على الحياة، ولا نصبر على هداياها المتأخرة.

لا تقلقي يا حبيبتي فالقطار سيأتي حتما، وإن تأخر اليوم فلن يخطئ الموعد غدا، وستكون اللحظة أشهى، لأن الشوق سيختار ثوبا أجمل، فتعطري والبسي أول فستان بارك لقاءنا يوما ما، وسامحي كل الوعود التي كذبتنا، وخنقت لنا دموعا في الفضاء، تراها اليوم تنتظر اللقاء بنا، لتسقينا رذاذا، سيبلل معطفنا وطفلنا الدافئ، تريثي يا حبيبتي واختاري لنا مقعدا في الحديقة بقرب المسرح الروماني، حتى نستعيد بعضا من أيامنا الساذجة، أنا لا أنكر أني بحاجة إلى تلك الرموز الأثيرية، وإلى مراهقة ثانية، تـُبكيني شوقا وانتظارا تحت المطر.

تصبحين على خير، وقبّلي بدلا عني حلمنا الأخضر، طفلنا النائم بيننا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى