الأحد ١٩ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم إياس يوسف ناصر

خمريةٌ على قبر امرئ القيس

حلَّ المساءُ... فهاتِ الكأسَ والراحَا واقطفْ من الحبِّ أعنابًا وتفّاحَا
فخمرةُ الكأسِ في تَشْرابِها طَرَبٌ وخمرةُ القلبِ لا تحتاجُ إيضاحَا
حبيبتي أنتِ... ولْتبقَيْ مُعذِّبتي... ما أجملَ الحبَّ قتّالاً وسفّاحَا!
إني عشقتُكِ واستغنيتُ عن جسدي لما رأيتُ حريرَ الثّغرِ جرّاحَا
عيناكِ قد غَزَلَتْ للشمسِ بسمتَها والصدرُ يَسكُبُ للعُشّاقِ أقداحَا
وفي يديكِ... خطوطٌ كنتُ أقرأُها كأنني قارئٌ عمري الذي راحَا...
شلاّلُ شَعْرِكِ غَيْداقٌ على كتفي والكحلُ يبقى على جَفنيكِ سبّاحَا
أظفارُك الحمرُ... لا تخفي جرائمَها فعادةُ الظفرِ أن يغزو ويجتاحَا
كم كان ثغرُكِ مفضوحًا إذا نظروا وكان عنقُكِ لولا البَرْدُ فضّاحَا!
ولّى الربيعُ وأبقى فيكِ صورتَه فظلَّ خدُّكِ طولَ العامِ فوّاحَا
أبحرتُ فيكِ... فلا تخشَيْ على سُفُني ما دام قلبي بعرضِ البحرِ ملاحَا
كوني سلامي وكوني تاجَ مملكتي كوني جراحي وكوني الحربَ والساحَا
إني عشقتُكِ لا لـومٌ يُؤرِّقني مع أنَّ في الشرقِ للعُشّاقِ أشباحَا
فلا نكـادُ نحبُّ اليومَ أغنيةً حتى نُبدِّلَ بالأتراحِ أفراحَا
ولا نكـادُ نشمُّ الزّهرَ في خَجَلٍ حتى يصيرَ بعطرِ الدمعِ نفّاحَا
كم منْ فتاةٍ وَأَدْنا في حميَّتِنا. إذا تورَّدَ غُصنُ الحبِّ أو فاحَا
متى نحبُّ... وأيدينا مُلطَّخةٌ!! متى سنزرعُ للأحلامِ أدواحَا!!
إني لأُسجَنُ في حبي لعاشقتي والسِّجنُ في الشرقِ... لا يحتاجُ مفتاحَا
لكن سأبقى على ما فيّ من وَجَعٍ بالحبِّ والشِّعرِ... فرحانًا ومرتاحَا...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى