الأحد ١١ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم شاكر فريد حسن

«الاصلاح» في عيدها العاشر

بهذا العدد تكمل «الاصلاح» عامها العاشر وتستقبل عامها الحادي عشر، وهي اشد ايماناً واكثر التزاماً برسالتها التنويرية في سبيل الاصلاح وتعميق القيم الحضارية، والذود عن قضايا الانسان الفلسطيني وقضايا المصير العربي، والنهوض بالمشهد الثقافي والادبي الفلسطيني داخل الخط الاخضر.

لقد حملت «الاصلاح» منذ عددها الاول مشعل الفكر الانساني الحر ورفعت راية التقدم والتحضر والتمدن والحداثة والمعاصرة، وفتحت مصراعيها امام تعددية الافكار ومختلف الفلسفات والطروحات، ودافعت عن قضايا شعبنا، وتجندت في معاركه النضالية والكفاحية دفاعاً عن بقائه ومستقبله وحريته وتقدمه وفي سبيل حقوقه المطلبية العادلة.

ورغم الصعوبات المالية والاوضاع الاقتصادية المتردية، فان هذه المجلة الثقافية الفكرية تواصل صدورها المنتظم. ويوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وعدداً بعد عدد، تلقى الاهتمام في ساحتنا الثقافية بالداخل، كونها منبراً ثقافياً وطنياً انسانياً حراً، ومعلماً من معالم حياتنا الثقافية والادبية، وبفعل انفتاحها على شتى المشارب والتيارات الفكرية والاقلام الادبية، ونتيجة دورها في رعاية ونشر الادب التقدمي الجمالي الملتزم والفكر الانساني المتنور والثقافة الطليعية الجديرة بالحياة والمتابعة، وانتصارها للحقيقة والعدالة وللانسان المعذب الطامح بالغد الاجمل.

ان المواكب لمسيرة «الاصلاح» يلحظ التطور النوعي الذي طرأ على اعداد هذه المجلة في السنة الاخيرة، من ناحيتي الشكل والمضمون، وذلك بفضل جهود وعطاءات رئيس تحريرها الصديق الكاتب مفيد صيداوي، الذي يعتبرالمجلة بؤبؤ عينيه ويصر على بقائها في الساحة، رغم المتاعب والمعاناة الشاقة والصعوبات المالية، ويرى فيها جزءاً من مشروع ثقافي وطني انساني ومتنور، وتلبية لحاجة ماسة وضرورة يفرضها الواقع الثقافي والسياسي للعرب الفلسطينيين الباقين في هذا الوطن.

وما من شك ان «الاصلاح» ادت دوراً هاماً في مسيرة شعبنا الثقافية والنهضوية، وشكلت نافذة على الآداب والثقافات الانسانية ومنبراً رحباً مفتوحاً لكل ابداع، ولكل نشاط ادبي وثقافي. وقد عملت على نشر النصوص الابداعية والمقالات الصحفية والمعالجات الادبية والثقافية والفكرية، وشجعت المواهب الجديدة، واستضافت العديد من المبدعين والمثقفين والسياسيين والاعلاميين وحاورتهم حول مختلف الاجندة والقضايا الراهنة. كما احيت ذكرى شعرائنا وادبائنا الذين رحلوا الى العالم الآخر، وخصصت حيزاً كبيراً من صفحاتها لاعمالهم ونتاجاتهم وحياتهم.

كذلك عملت على النشر حول الكتب الجديدة، ورصد الانشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية لشعبنا، ونجحت بان تكون حافزاً للتفكير العقلاني الحر، والابداع الجميل المتنوع، لكل الاقلام بدون استثناء.

وغني عن القول، ان اصدار مجلة شهرية في هذه الايام الصعبة، في ظل ثقافة العولمة والاستهلاك وانتشار الصحف التجارية وانصراف الناس عن القراءة والثقافة، وبدون مصادر دعم وتمويل هو مغامرة كبرى وحقيقية، ولذلك فان القائم على "الاصلاح" المربي الكاتب مفيد صيداوي يستحق التحية والتقدير والثناء لما يبذله ويقوم به لاجل خدمة ثقافتنا وادبنا وشعبنا ومجتمعنا العربي الفلسطيني.

وفي الختام نهنئ مجلة «الاصلاح» بعيدها المتجدد، واضاءتها شمعة اخرى، مؤكدين على اهمية استمرارها وتطورها لتعزيز الحراك والنشاط الثقافي، ومحاولة اعادة الوهج والالق والسطوع للكلمة الاصيلة الواعية والمضيئة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى