الأربعاء ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم عبد الرحيم العطري

افتتاح وحدة للتكوين والبحث في العلوم الاجتماعية والتنمية المحلية بالرباط

أسئلة التنمية في عيادة العلوم الاجتماعية

افتتحت مؤخرا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وحدة للتكوين والبحث في العلوم الاجتماعية والتنمية المحلية، وقد استقبلت هذه الوحدة في طبعتها الأولى 18 طالبا وطالبة قادمين من شعبة علم الاجتماع تحديدا، ويندرج خلق هذه الوحدة في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الثقافي والاقتصادي، وإصرارها على تنويع وتجويد برامج التكوين والبحث أملا في صياغة مقاربات علمية للإجابة عن إشكالات التنمية المحلية، والتي صارت تشكل رقما أساسيا في معادلات مختلف السياسات والبرامج المجتمعية.

و في اللقاء التوجيهي الذي احتضنته الكلية يوم الأربعاء 20 دجنبر 2005 أوضح الأستاذ المختار الهراس متحدثا إلى الطلبة المنتسبين لهذه الوحدة أهميتها القصوى، وذلك اتصالا بفهم سيرورة التنمية ومجابهة تحدياتها التي تنطرح بقوة في المشهد المجتمعي، معتبرا أن مثل هذه الوحدات العلمية بمقدورها المساهمة الفاعلة في تحليل وتشريح برامج التنمية وإنجاحها أيضا باقتراح البدائل الممكنة، فالتنمية المحلية مطلب رئيس بالنسبة للعديد من المؤسسات والجماعات، والوصول إلى تنمية محلية نوعية يقتضي بدءا إصاخة السمع لصوت العلوم الاجتماعية بالدرجة الأولى، وهذا ما يجعل الوحدة – يقول الأستاذ الهراس – تراهن على الانفتاح على كثير من العلوم والمعارف والمشاريع والمؤسسات، في سبيل بناء تكوين معرفي صلب يجيب عن أسئلة التنمية المحلية.

أما الأستاذ إدريس بنسعيد فقد أوضح من جانبه الأهداف الثاوية وراء إنشاء هذه الوحدة والتي لا تنأى عن الرغبة في استثمار خلاصات العلوم الاجتماعية في مواجهة تحديات التنمية المحلية، ذلك أن السؤال التنموي لا يمكن التصدي له فقط بالمقاربات السياسية، بل يكون التمكن منه معرفيا بالاستثمار الواعي لأدوات التحليل والفهم التي تتيحها العلوم الاجتماعية وفي مقدمتها علم الاجتماع، الأستاذ بن سعيد أكد في معرض تدخله أيضا على أهمية المقاربة التشاركية في إنجاح برامج الوحدة، داعيا الطلبة إلى الاشتغال كمجموعة بحث قادرة على التدبير المشترك لحاجياتها ورهاناتها.

الأستاذ عبد الغني منديب ركز في كلمته على حساسية البحث العلمي في إطار السلك الثالث، وعلى دوره الريادي في شحذ المعارف المتراكمة وتطوير رؤى ومقاربات الاشتغال، ولهذا فقد أكد على ضرورة الانخراط الإيجابي في صلب النقاش العلمي للوحدة بما يعنيه هذا الانخراط من مشاركة وجدية وبحث مضن ولا نهائي في الكلاسيكيات السوسيولوجية، مبرزا في الختام بأن البحث العلمي بإمكانه تقديم الكثير لسؤال التنمية بالمغرب.

الأستاذ محمد الأمين أبو الفضل ألح في كلمته بالمناسبة على أن وحدة العلوم الاجتماعية والتنمية المحلية تعد بحق استجابة معرفية لحاجات اجتماعية ملحة، اعتبارا لكون سؤال التنمية يظل من أكثر الأسئلة انطراحا على كافة الأصعدة، وهو ما يستوجب تعميق المعارف في هذا الميدان عبر بوابة العلوم الاجتماعية بامتياز.

يذكر أن التكوين بهذه الوحدة سيستمر لمدة سنتين سيتلقى خلالها الطلبة تكوينا نظريا وتطبيقيا في عدد من المواد الهادفة إلى تعميق المعارف كالسوسيولوجيا القروية والسوسيولوجيا الحضرية والإعلاميات وتدبير مشاريع التنمية والاقتصاد الاجتماعي وعلم النفس الاجتماعي والأنثروبولوجيا والنوع والتنمية وسوسيولوجيا الفقر واللغتين الفرنسة والإنجليزية. كما تتشكل المحاور الكبرى لهذا التكوين من مواد التخصص والاستئناس في البحث كمناهج البحث السوسيولوجي والأنثروبولوجيا المطبقة والتنمية المحلية والصحة والهجرة والتنمية المحلية وتقييم المشاريع فضلا عن التدريب الميدانية والأعمال الموجهة والأبحاث.

يذكر أيضا أن وحدة التكوين والبحث أخذت على عاتقها خلال هذين السنتين تنظيم ندوتين دولتين: الأولى حول "دور النخبة في التنمية المحلية" والثانية في موضوع "التنمية المحلية في المغرب: تحديات ورهانات".

أسئلة التنمية في عيادة العلوم الاجتماعية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى