الأربعاء ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦

عاجزون عن التأقلم مع العالم الخارجي .. سلبية الآباء تصيب الأبناء بأمراض القلب

" عيب يا ولد .. اخرسي يا بنت " أسلوب تربية خاطئ قد يكون البعض تربى عليه؛ وكانت النتيجة نموه شخصية سلبية لا تشارك في الأحداث الجارية من حولها، إن كانت نتائج هذه التربية قاصرة على الابن وحده فالضرر ملحوق، وإنما تلحق بالأحفاد أيضاً .

لقد كشفت نتائج دراسة أمريكية حديثة قام بها فريق من علماء النفس في جامعة تكساس، أن الأطفال الذين ينشئون وهم يرون آبائهم عاجزين عن التأقلم مع الأحداث المتوترة من حولهم وعن تحمل الضغوط النفسية التي تواجههم في العمل يتعرضون للإصابة بأمراض القلب في سن مبكرة خاصة إذا كانت الأسرة تعاني من تاريخ طويل في ارتفاع ضغط الدم‏.‏

وقام الباحثون - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - باختبارات لقياس الاستجابات السلوكية ومعدل نبض القلب وضغط الدم علي مجموعتين من الأطفال‏..‏ مجموعة يعاني آباؤها من السلبية المفرطة ومجموعة يتسم آباؤها بالإيجابية‏.

وأوضحت النتائج عن ظهور هذه الأعراض في‏95%‏ من أطفال المجموعة الأولي واختفائها بين أطفال المجموعة الثانية‏.‏ وتحليلا لهذه الظاهرة أوضح الخبراء النفسيون في نفس الجامعة أن الطفل يحتاج لكي ينمو سويا واثقا من نفسه مقدرا لذاته‏,‏ ايجابيا في حياته إلي أب واثق من نفسه‏,‏ يعرف كيف يتعامل مع المشاكل التي تواجهه بدون تضخم أو تقليل من شأنها‏,‏ قادر علي التحكم في أعصابة وانفعالاته‏,‏ يزن الأمور بعقلانية ويتخذ القرارات المناسبة بعد دراسة الموضوعات جيدا‏,‏ ويتحمل بعد ذلك نتائجها‏..‏ فإذا لم يكن الأب علي هذه الصورة فان أطفاله سوف يكبرون ليكونوا مثله مترددين سلبيين‏..‏ غير واثقين من أنفسهم ومن قدراتهم لذلك ينصح المتخصصون الآباء الذين يتصفون بالسلبية بضرورة تعلم كيفية التعامل مع المواقف التي تواجههم في حياتهم عن طريق بعض التدريبات التي تساعدهم علي الاسترخاء وسرعة البت في القرارات‏..‏ فالأب يجب آن يكون ايجابيا لكي يطمئن أطفاله إلي أنهم يستطيعون الاعتماد عليه عند مواجهتهم لأي مشكلة ولكي يتجنبوا الإصابة بأمراض في القلب في المستقبل‏.‏

وأنت أيضاً عزيزتي الأم لديك دور كبير يجب أن تتميه على أكمل وجه في تربية أولادك؛ هل فكرتِ أن تعدي طفلك لمنصب قيادي مستقبلاً؛ لا تتخلي عن تلك الفكرة وضعي في اعتبارك أن أطفال اليوم هم رجال الغد وزراء ورؤساء المستقبل .

وفي هذا الصدد يقول الدكتور "حامد زهران" أستاذ الصحة النفسية بعين شمس "إن نمو الطفل وقدرته علي القيادة عبارة عن منظومة متكاملة من النمو الجسماني الناتج عن الاهتمام بالصحة، والنمو العقلي كالذكاء والابتكار وحسن التصرف والقدرة علي اتخاذ القرار والحكمة في التعامل. النمو الانفعالي من خلال الاتزان والهدوء والإرادة والثقة في النفس أما النحو الاجتماعي فيشمل الذكاء الاجتماعي في التعامل مع الآخرين والتعاون وحسن المعاملة والفكاهة والمرح والقدرة علي العطاء."

ويضيف: هذا بالإضافة للنمو الفسيولوجي والخلقي والحركي والجنس؛ فالطفل في بدايته يتعرف علي ذاته والآخرين من حوله يحدث بينه وبينهم تفاعل؛ فيقوم بدور القائد والتابع في ذات الوقت وكل منا أيضاً كذلك " فالطفل تابع لأسرته قائداً لأصدقائه".

ويؤكد الدكتور : حامد" أن القيادة تعني دور أو وظيفة اجتماعية يتعلمها الطفل وسلوك يمارس وسمة تكتسب؛ لذلك علي جميع المؤسسات التعليمية والأسرة - المدرسة - المؤسسات الدينية - الإعلام - الأصدقاء أن يعلموا الطفل ويدربوه علي القيادة وكيفية ممارستها فالمعلم قائد تربوي والأب قائد أسري وكل منهم يقوم بدور التابع أيضاً لمن هو أعلي ولذلك لابد من تعلم الدورين.

أما الدكتور "محمد خليل" وكيل آداب عين شمس فيرى أنه لكي يصبح الطفل قائداً ناجحاً في المستقبل لابد أن يتمتع بسمات القيادة ويملك مفاتيحها وهي الثقة بالنفس والحوار مع الآخرين والعمل الجماعي والاستعداد لذلك منذ الصغر وعدم الأنانية وتقدير الكبار والاهتمام بالآخر وأن يشعر الطفل أن هناك احترام لرأيه ونجيب علي تساؤلاته وأن ننمي لديه التفكير الناقد ويكون لديه القدرة علي جمع المعلومات والاختيار بين البدائل.

في النهاية نود أن نهمس في آذان جميع الأمهات والآباء بضرورة التخلي عن السلبية من أجل صحة أطفالكم ومستقبلهم .

نقلا عن شبكة محيـــط/ فاديه عبود


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى