الخميس ٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

صوت الملح

أيٌ طفل يسكنني
موجة من أنين
يحفر على النسيم
خطوات الريح
ويكتب
على الغيوم الراحلة
لاشيء يبقى
في الأحداق
 
أيٌ وطن يناديني
صوته أهزوجة
في معصمي
ويزهر رائحة اللٌوز
في وريدي
هذيان إلى تخوم
جنون الأشواق
 
وأيٌ النساء تغفر
كل خطاياي
لأتلو تعاويذي
أعتصر وقتي
لتأتيني طيفاً
طفلة توشٌحت
بالضوء البرٌاق
 
هي دورة الحياة
فيها رغيف جاف
وحقيبة
ودفتر يضم هلوسات
ماضاق بصدري
ومساءات
لاينتهي فجرها
في مفرقي
أحلام
دون أجنحة
أوجاع ترتجف
في الجسد البارد
وليل كالذئب يعوي
يوم مرير ويوم أمرٌ
من سمٌ الترياق
 
حين تطوى الأجنحة
على عناقيد الضوء
من يطلق الشرفات
عصافيراً
فالطيور تهاجر
والبحور تهاجر
وكذلك تهاجر الحقول
والأرواح
يأسر البياض
قيد ميناء
رمته البحور
فيدمع العمر
قبل أن يتكفٌن
في عيون الراحلين
حدٌ الفراق
 
يقول الرواة
أن العراة باعوا زيتي
على موائد لحمي
فإن متٌ
هل سيذكر ذاك الغدير
مهاجراً غريباً بلا وطن
بلا وشم ولا كفن
هل تتذكر غابات الصفصاف
أن جثٌتي مسجٌاة
في ظلالها
وهل يمكن لطيور النورس
أن تقيني النعاق
 
أنا الجرح والحجر المضيء
التحف البياض
افتراشاً
على هدأة اللٌيل
أنا الميٌت الحي
أيقنت
منذ الأغصان العقيمة
أنٌي أموت
أنا القبٌة ومهد القيامة
تزهر كفٌي
فتعود الفراشات
نحو حلقة الضوء
أنا حضن الخليل
واسع كالإغداق
 
ذات وطن
سأرسم القوافي
كما أشاء
بالأمس كنت هنا
وغداً سيكون قميصي
لحج الموج
ذات وطن
سأضع الهزيع الأخير
من الضوء
تحت وسادتي
ووردة
كانت وعداً
في الأوراق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى