الأربعاء ٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم فتاحي حسناء

البيان الأخير

تلوا البيان الأخير
وأعادوه تسعة
وتسعين مرة
كي نحفظه
فجعلناه وجبتنا
اليومية:
تُوَشَّحُ الرذالة
تُأمَّر الحُثالة
وتُكَلَّل السِّعلى
فهمنا المغزى
لن نحتاج إلى
تنبيه أوضح
ولن نُزعج أحدا
سنَدَعهم يبلّطون
المراعي كما
يحلو لهم
ويقيمون
حيث أرادوا
أعراسا تهلّل
لإنتصاراتهم
ويدعون مغنّ
لا يتقن الغناء
ليطوّعوا أداءه
على هواهم
وراقصة تتلوّى
على إيقاعات
أنّات الحاضرين
فيهتفون مرغمين:
بشرى لنا
أتانا المنى.
طوبى لمن
يغمض جفنيه
وعلى سقف
بيته المنحدر
يزحف الجراد
وطوبى لمن
ينام ملء قلبه
وحناياه تشيّع
آخر نبض
من نزق العِناد.
أيها الليل،
زد سوادا
كَحِّل عتمتك
بكُحْل بلَديّ
لتبدو أكثر بهرجة
فتستثمرك
البداوة الثرية
وانشر ظلامك فينا
كي ينبثق الضوء
من شدة الغسق
سيأتينا طائر ليلي
يفتح بعينيه
الثاقبتين
ما يختار
من أعضائنا
وينقر ما
تبقى فيها
من حبّات
اللؤلؤ البشري
ويرحل.
أمسحُ أرض الخارطة
وأتهجّى تضاريسها
هناك هضاب تعلو
فتستعصي
على المتسلّقين
في الأسفل
صحراء منسية
وهنا في الوسط
أوكار ثعالب
تخطط لغنائم
جديدة
أردّ تحية الصباح
على الطيور
المهاجرة
أسوّي عنق
الوردة
وأبعث لصغار
الثعالب رسالة:
من السهل
صعود الأبراج
على أكتاف الآخرين
لكن من الصعب
إطالة المكوث فيها.
أمشي الهوينى
أقطع الجسر
وأصل مصبّ النهر
الذي يستعدّ
للهروب أو للجفاف
في انحراف فجائي
أستعطفه أن يأخذني
في سريانه
يمانع ويسألني:
ما خطبك؟ -
كنت أذود -
عن الأرض
فهزمتني
الحشرات
سأعود إذا بَدلّتِ
الأرض قشرتَها
وطَرَدَتِ الزاحفين.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى