الاثنين ٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

هجرة النوارس

مثل الطيور المهاجرة
لاتزال ممتدٌة في السفر
مثلما الرعشة تتوالى
بين انتفاضات الجسد
ينسل الحزن إلى أضلعي
في دجى اللٌيل
يرتمي رأسي
على عنق الحبيبة
وأبكي
كلٌ النوارس التي رحلت
إلى جزر الشمال
لتموت
قبل انبلاج الفجر
 
مثل جميع الراحلين
هجرتهم الموانئ
فظلٌوا غرباء
أجري وراء الطيور
كالشبح ألاحقها
فتيتلع الأرض
المساءات المكلومة
تتناسل كالصٌل الأرقط
فيغدو الرمل المنفي
ناياً في حريقي
وأنا الممتد اشتياقاً
أسفح عيناي
جسراً للصبر
 
تلوح لي كاللٌوزة البيضاء
بظل الحنطة
عند انعطاف الظلال
يجذبها هذيان الريح
تحاصرها الأسماك والحصى
كما يحاصر النخيل الجراد
قالت
قبٌلني لأموت
غزلت من غثاء اللٌيل
لحداً
وأشعلت يداي
ابتهالاً
وعندما ارتدت الغبار
غثيان الشهقة الأخيرة
تجعٌد وجه البحر
 
مثلما تولد الينابيع
في أوار الرمل
أجهشت الشمس
والنوافذ شامات ملوٌنة
للمحاصرين
بين وشم المنجل
وكتف الموت
والتعاويذ أثداء من خشب
والضفائر عوسج
يرسمونها
حين يتنهد الصمت
في الفصل الأخير
قبل انسدال
مواسم السحر
 
تتلوٌى الدروب
كخارطة الوجع جوعاً
للراحلين
والحسرات بساط الخطو
ألقيت بقايا الصلق
على كتفي
أعبر الجزر
والكهوف المظلمة
أبحث عن يمامة بيضاء
تشدو
وعن شغف
يلوٌن عيناي بالرحيل
يزرعني جرحاً منهمراً
في حقائب السفر
 
متوثٌب أنا
وخلفي ألف معبد
وكفٌي منتد
على أجنحة النوارس
أتدلٌى من وتر الماء
لأولد من جديد
قلت
لو لم أكن ماء
لتمنٌيت أن أكون ماء
قالت
لا أشتهي من الفصول
سوى القبر
 
قد ضاق بي حزني
فهل تأذنون لي الآن
بالبكاء
كما تبكي الينابيع
وتستيقظ في المطر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى