الثلاثاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

عناقيد الملح

آن الوداع
تعالت أصوات الجهات
واستقام القاطنون
في المواقيت الساقطة
للركعة الأخيرة
في حضن الصبٌار
فارتميت بنزيفي
على بساط الشمع
أغسل وجه الفراغ
من اكتظاظ العسف
حتى فجوة الوشاح
 
هودج اللٌيل
يحني قامة الشجر
لدروب توقظ عند السفر
الشجون على حافة الملح
عناقيد من صرير
ترمي النجوم حفنات
من النور
فيدور الصمت
دون صدى
حين تتعالى
أصوات النواح
 
حدود المدينة يرسمها
الوشم اللٌاسع
فوق أسوارها
حتى حدود الذبح
أين الرحيل
والدروب استحالت مقابر
تنام في حضن المساء
على أسرار
من همسوا للشواهد
والأرواح بعثرت التراب
وراحت
تعدٌ بالحصى أيٌامها
وتفترش دموع الضوء
بظل الجراح
 
في عورة الماء السافر
يزهر الملح
تماثيل تنام على المدى
وفي الكفٌ الممتدٌة
على كتف السواد
تضم الأرض أحزاننا
فمن سيرتدي أصابعي
ملامح وجه جريح
يطهٌره المطر
وتعمٌده الأتراح
 
أسأل الصٌبح العابق
بالياسمين
أين ذراع البنفسج
تنادي لتصحو العيون
وتغسل لون الحياة
وبعض هموم البشر
خواء ... خواء
يقتلع وشم الماء
للخفق النازف
في دهاليز الرحيق
شجر في الظلام
كزهر النارنج
في نافذتي
تذروه الرياح
 
إلى أين الرحيل
والأماكن توحٌدت
في الفراق
صحراء من أول الحرف
إلى منتهى السراب
نحتسي الصمت على مهل
في أكواب التعب
وعشٌاق الدروب الملتوية
هجروا الجداول
تزحف خلف قاماتهم
أشعث هذا الفراغ
قد غادرته الأفراح
 
مرٌت الغيوم بجفن السماء
وهمست
لربيع رمادي اللون
دون شجر ولا جهات
هناك غريب
أحرقه الوطن حنينا
فانزوى يعلق قناديل الوجع
على ورق السنديان
و يكتب في الريح
ليلا يموت السنونو
إذا اشتد الظلام
وهوت نعوش المنفى
كالرماح
 
أيٌها الراحل
المداوم على الإنشطار
ارتق صدرك
في السجدة الفاصلة
فالجرف يتٌسع
وعلى عتبات الغابات
غصن للغرباء
تنام عليه الغربان
وأشباح المنفى المسعورة
هناك فجر دون ضوء
ومساءات بلا صباح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى