الأحد ٢٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم مجدي شلبي

عام على غياب محمد صادق دياب

ففى مثل هذا الشهر من العام الماضى رحل الكاتب والباحث والصحفى السعودى الكبير محمد صادق دياب الحاصل على الماجستير فى علم النفس التربوى من جامعة ويسكنسن الأمريكية، وشهادة الدكتوراة فى علم الاجتماع، غير أنه ـ رحمه الله ـ لم يود أن يُلقب بالدكتور، وتلك سمة من سمات شخصيته النادرة .....

رحل محمد صادق دياب الذى كان يفخر ـ على غير ما اعتاد أهل البلاد ـ بكونه أبو البنات (غنوة وسوسن وسماح) .

رحل محمد صادق دياب فى لندن حيث انتهت به محاولات العلاج من المعاناة بالوفاة بعيداً عن أرض الوطن ....

بعيداً عن معشوقته (جدة) حيث مواسم الجدب والبحر والمطر ومناخات أحيائها التاريخية بعبقها الأثير إلى نفسه

بعيداً عن معشوقته جدة التى خصها بالعديد من المؤلفات التاريخية والاجتماعية والقصصية منها:

ـ المفردات العامية بمدينة جده.

ـ جدة التاريخ والحياة الاجتماعية.

ـ 16 حكاية من الحارة (مجموعة قصصية)

ـ امراة وفنجان قهوة (مقالات ونثر وقصص)

ـ ساعة الحائط تدق مرتين (مجموعة قصصية)

ـ عباقرة الفن والأدب .. جنونهم وفنونهم

ـ الأمثال العامية في الحجاز

ـ يوميات (مجموعة قصصية قصيرة جداً نُشرت إلكترونيا)

ـ مقام حجاز (رواية) نشرت قبل وفاة الأديب الكبير بشهر واحد.

لقد كان محمد صادق دياب ـ رحمه الله ـ عاشقاً للسفر والترحال إلى مصر (حيث كان يتقن التحدث بلهجة أهل مصر إتقاناً مدهشاً)، وإلى لبنان حيث جبال (عرمون( و"الطريق يتلوى كالثعبان بين أشجار الزيتون والصنوبر وسحب الضباب وفجر لبنان الذى يحاول أن يطل لتوه من رحم العتمة..."

رحل الجداوى الأصيل حاملاً الأمل والرجاء فى الشفاء، لكنه عاد محمولاً على الأعناق التى ما فتئت تعترف بفضله وعلمه ومساعدته وتشجيعه للعديد من المعلمين والكتاب والأدباء، و(العبد لله كاتب هذه الكلمات) واحد من هؤلاء الذين شملهم بكلماته المشجعة الرائعة "أنت كاتب ساخر ساحر مبدع" "إكتب يامجدى بإصرار فستثقب جدار الظلمة يوماً" ....

لقد كانت بداية معرفتى بالراحل الكريم يوم الاربعـاء 28 ذو القعـدة 1426 هـ / 28 ديسمبر 2005 يوم أن نشر لوحته الأدبية السوريالية بعنوان (الدوار) فى العدد 9892 من جريدة الشرق الأوسط، حيث جاءت تعليقات القراء على نحو استفزنى وحفزنى للتعليق الذى كان نصه: " أدهشنى هذا المقال البديع الذي يستعصي على القارئ البسيط، لكونه أشبه بلوحة سوريالية، تعتمد على التداعي النفسي والتجول في أعماق العقل الباطن، تمزج بين الحلم والواقع، ومعلوم أن المدرسة السوريالية تعمد إلى الخروج إلى ما بعد الحقيقة، والتحليق خارج أطر الواقع، لتحقق هدفاً سامياً ومقصوداً، هو تحرير الإنسان من سيطرة العالم الخارجي. شكراً للكاتب المبدع الذي يملك بحق ناصية البيان، بجميع صوره وأشكاله. "

وفوجئت فى ذات اليوم برسالة منه على الإيميل؛ كانت البداية لعلاقة طيبة جمعت بيننا على مائدة الأدب....

الأدب الذى آثره دياب من زمن ـ على العمل فى التدريس حيث عمل فى البداية بمعاهد إعداد المعلمين، ثم تقاعد مبكراً ليتفرغ لإثراء الساحة الأدبية والصحفية بداية من العمل فى صحيفة المدينة، ثم صحيفة البلاد، ثم مديراً لتحرير مجلة سيدتى، ثم رئيساً لمجلة إقرأ، ثم مديراً لتحرير مجلة الجديدة .... إلى أن تم تعينه رئيساً لتحرير مجلة الحج والعمرة التى تصدرها وزارة الحج السعودية، إضافة إلى كونه كان كاتباً يومياً بجريدة الشرق الأوسط.

محمد صادق دياب الذى ولد فى بيت قال عنه :"بيت يتكىء على سور المدينة العتيق بحارة البحر ـ الحى الذى يسكنه البحارة والصيادون بمدينة جدة"، ودفن يوم الأحد 10 أبريل 2011 فى مقبرة فى حى العمارية وسط مدينة جدة، وهى مقبرة حواء ـ حيث ساد الاعتقاد بأن أمنا حواء ماتت ودفنت بها وهو أحد مصادر تسمية جدة باسمها ـ وهكذا نام عاشق جدة فى أحضان أمه بهدوء ملائكى

رحم الله فقيدنا الكبير وأديبنا القدير ومعلمنا الجليل وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى