الخميس ٣ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم
في حكمة الليل
قَمَرٌ إذا لَمَحَ النُّجومَ يُثارُ | وَتَهُبُّ في قَلْبِ الْقَصيدِ النّارُ |
وَيَدورُ في فَلَكِ الْأحِبّةِ ناسِكاً | والرّأْسُ يُثْقِلُهُ شَجَىً وَدُوارُ |
الليْلُ مُمْتَدٌّ وَبِدْءُ قَصيدَتي | وَنُجومُهُ في رَوْضتي أزْهارُ |
الْلَيْلُ مَطْلَعُها وَآخِرُها الضُّحى | وَإلى الْبَديعِ مِنَ الْبَعيدِ يُشارُ |
حُرٌّ نَقِيٌّ سَيْفُهُ الْإصْرارُ | حَفَرَتْ مَلامِحَ دَرْبِهِ الْأنْهارُ |
الْلَيْلُ يَمْلأُ كَأْسَهُ بِهُمومِنا | وَنُجومُهُ في حُلْمِنا أشْعارُ |
يَسْقي الغُيومَ بِضَوْءِ وُسْعِ خَيالِهِ | تَزْهو الْحُروفُ ... نِقاطُها نُوّارُ |
ما كُلُّ هذا السِّحْرِ في عَيْنِ الْمَها | حَتّى الْجَميلُ مِنَ الْجَمالِ يَحارُ |
وَكَأَنَّهُ صَدْرُ السّماءِ وَبَدْرهُ | قَلْبٌ بِهِ قَدْ خُبِّئَتْ أسْرارُ |
وادي الْمَحَبَّةِ كُلُّهُ أشْجارُ | ثَمَرُ الْقناعَةِ حِكْمَةٌ وَوَقارُ |
لَمْ تَنْمُ في جَبَلِ الْغُرورِ شُجَيْرَةٌ | إلّا وَحَطَّمَ جِذْعَها إعْصارُ |
يَبْقى وَحيداً واحِدُ الْمَلْيونِ إذْ | ما لَمْ تَفُكَّ سَراحَهُ الأصْفارُ |
إنَّ الدّجاجَ يَبِيضُ رُغْمَ سِياجِهِ | وَالدّيكُ يَصْرُخُ ... عَجْزُهُ إكْبارُ |
يَعْلو الضَّجيجُ مِنَ الزُّجاجَةِ إنْ خَلَتْ | أمّا الْمَليئَةُ ثِقْلُها مِقْدارُ |
مُتَفاخِراً بِالشَّمْسِ وَهْيَ بَعيدَةٌ | وَالْأرْضُ تَحْتَ نِعالِهِ تَنْهارُ |
وَإذا الْخُيُولُ تَعَثَّرَتْ بِخَيالِها | سَيَفوزُ حَتْماً بِالسِّباقِ حِمارُ |
لا تَهْجُ سَوْداءَ الْغُيومِ فَإنّها | سَوْداءُ لَكِنْ مِلْؤها أَمْطارُ |
لا تَتَّهِمْ أَحَداً لِسُمْرَةِ وَجْهِهِ | فَلَرُبّما خَطَفَ النُّجومَ نَهارُ |
هذي الْقَصيدَةُ لَنْ تُعانِقَ ظِلَّها | إلا إذا ضَحِكَتْ لَها الأنْوارُ |