الثلاثاء ٢٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
صدرت في معرض الكتاب الدولي
بقلم فاطمة ناعوت

ينزلون من الرحبة

"ينزلون من الرحبة" رواية جديدة للكاتب السوري المقيم في أمريكا حسين سليمان. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 38 عن دار " رامة" للنشر والتوزيع في مصر الرواية تصوّر باطنيّ للعالم البدئي والعالم الجديد، أي عالم ما قبل النزول من رحم الغيب، فرؤيتها للوجود تخاصم الميثولوجيا الموروثة وتؤسس بناءً آخر لرموز العالم. فهنا "حوّاء" أو "خود" كما أسمتها الرواية لم ترافق آدم/ "سنان" في رحلة الهبوط كما وصلنا عبر الموروث، بل آثرت البقاء وحيدةً مع ابنها النبي وملهم الراوية "رطب" كي يرقبا سويًّا تشكّل وبناء العالم الجديد من وراء أسوار قلعة "الرحبة". تكرّس الرواية فكرة الحب الضائع الذي انتقل لرطب من قِبَل حبيبته الجنية "هجع". وهو الحب الذي لم يتلوث بالجنس أو بالنوع، لكنه ليس بالحب العذري، ولهذا سيكون حضور الأخت/سارة طاغيًا كمرافق حميم للراوية طوال رحلته وتحولاته، وسوف تظهر خلال هجرته باسم "سيرا". حضور الأخت "الأمومي" يتزامن مع حضور رطب، ومحور الراوية يناقش كيفية التعامل مع العالم. ثمة إسقاطات سياسية تشير إلى أحداث الثمانينيات في سورية ، وهي التي تسببت في هجرة المؤلف إلى أمريكا. وتزامنت تلك الهجرة مع "هوريكين" عاصفة "آليشا" عام 1983 في هيوستن. وتلمح الرواية كذلك إلى طبيعة الحياة في المهجر من المنظور الباطني أيضا. الأحداث في الرواية لا يمكن اعتبارها ضمن النسق الدرامي المألوف حيث الزمن مهشم ومنتثر بين لحظةٍ موغلة في عمق التاريخ وبين اللحظة الراهنة. ورغم حضور المونولوج الداخلي وتيمات تيار الوعي عبر السرد إلا أن الحدث ينطلق عبر بنى سردية متعددة ويستنطقه راويتان: المؤلف ذاته، الذي يحطّم الحائط بينه وبين المتلقي كي يورطه في النص، وصوفي، الراوية الأساس. ولذلك لن نجد خطًّا أحداثيًّا منتظما عبر الزمن، حيث الحدث يولد ويموت في الوقت ذاته، من دون تواصل ولا امتداد. إنها فورة الحياة التي لا يعرف لها بداية أو نهاية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى