السبت ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم لؤي نزال

خيال مع حضور ذلك النهار

سيأتي نهار
لا أجيب به على هاتفي
ولا أمارس فيه جنون الكتابة
وتبقى ملابسي في مكانها
فنجان قهوتي
وآخر ما تبقى من علبة السجائر

مشهد أول
سيأتي نهار
لا أجيب به على هاتفي
ولا أمارس فيه جنون الكتابة
وتبقى ملابسي في مكانها
فنجان قهوتي
وآخر ما تبقى من علبة السجائر
وبعض قصاص الورق فوق مكتبتي
عليها نهايات أشعاري
أسطر قد اكتملت
وأخريات سيتعبها الانتظار
سيأتي نهار
تبكين فيه حتى تجف الدموع
وأترك فيك جرحاً لا يداوى
شفاؤك منه محال
يكون اتصالي بك عبر كلام كتبت
ستفتقدين كثيراً ... كثيراً
كلاماً جديداً
كنت سأغزله
وثمار حب كانت ستطلع
وزنبقة كنت أرش عليها الماء كل صباح
ستفتقدين
جنوني ... وعقلي
بكائي... وضحكي
ستفتقدين خاتمةً للحوار
سيأتي نهار
يكون حضوري فقط في الذكريات
وفي صورة فوق الجدار
ومقعدٍ
كنت أجلس فيه عند حائط البيت الأخير
وآخر قلم كنت أمسكت
لأكتب فيه "أحبك"
في رائحة العطر فوق قميصي الذي كنت أرتديه
وعلبة من حديد
كنت عبأتها عبر تلك السنين
بأشياء تافهة تعني الكثير
سيأتي نهار
تكونين فيه أسيرة الذكريات
هنا كان يخطو
هنا كان يصرخ
هنا كان يقرأ أشعاره
هنا كان يقرأ هذا الكتاب
تقولين فقط.. هنا كان حبيبي... وكان
تقولين هذي الرسائل التي كان لي قد صاغ
هذه أوراقه التي لم يسودها بحبره بعد... ولن
وهذه كتبه فوق الرفوف سيأتي عليها الغبار
وهذي حقيبته كانت مجمعاً لما قال وما سيقول
سيلتهم الشوق قلبك
وتكبر الذكريات في كل يوم..
سيأتي نهار
تكونين وحدك
تمشين على شاطئ الحزن
مع ألحانٍ بعدي لا تطربين لها
مع قصص مزورةٍ
كأنها بدأت بلا بداية وتنتهي قبل أن تبدأ
سيأتي نهار
تطلبين الشفاء فما من دواء وما من طبيب
وما من حبيب حين تبكين يمسح هذي الدموع
وما من شفاء لقلب تهشم خلف الضلوع
وما من مجيب لأحزانك إن حزنت
ما من مجيب
"إذا جاء ذاك النهار فلتحضري"
أخبريهم من تكوني
واقرأي كل ما كتبت فيك من أشعار
حديثهم عن بقايا الأمس
وأخبريهم عن قصور قد بنيناها..
قولي لهم: وما سكناها
فأنت حاضرة.. وأنا الغياب
 
مشهد ثانٍ
سيأتي نهار
لا تحضرين به
أكون لوحدي
أسافر في عتمة الليل وفي الذكريات
أقرأ قصصاً كنا كتبناها
فوق أوراق لنا
تصيرين... حكاية غابت
لا تردين على رسائلي
ولن أرتجف حين يحضر صوتك
فصوتك لن يحضر مرةً أخرى
صمت في الليل يصير سيّد الموقف
شفاهك باردة جداً
وليلي طويل
ما له نهاية.. ولا له بداية
ولا له قرار
سيأتي نهار
أقول فيه كانت
كانت تكلمني
كانت تصرخ بي هنا
كانت تجلس ها هنا
يصير كل شيء بصيغة الماضي
لن تكوني بين الحضور في أحد الأمسيات
ولن تشربي معي فنجان قهوة
لن نمارس الجنون كما كنا
لن تحضري على الأوراق
ستبكيك هذه الأوراق
سأبكي طويلاً آخر لحظة كنت فيها
وأبكي كثيراً آخر شعر قلته
بعيناك والشفاه والأكف وشعرك المنساب
لن يتطاير شعرك الغجريّ بعد اليوم في نسمات الصيف
ولن تكوني جزءاً من أنشودة الغد
لكن سأحضر ذاك النهار
مع غصة بحلقي.. ودمعة بعيني
وأخبرهم بأنها كانت كلام الشعر
وكانت روح هذه الأوراق
سأخبرهم بأنها تلت بلا كلام قصائدي
وأنها حبيبتي
ومع غيابها
ختمت مع قصائدي الحوار
ملون.. سيكون شعري
لا ثابت فيه
فقد غاب الثبات
فلن أتابع العيون .. أو اكلم الشفاه
ولن تطلع بعدها شمس النهار
فمع غيابها رحل النهار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى