الاثنين ٢٨ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم
قبلَ أنْ يُكتَشَفُ الحبُّ
تكاثرَ الهمُّ في صدري فأنطقني | بين المرايا بقايا ظلِّكِ العاتي |
لم تُكتَشفْ فيكِ إلا ألفُ عاصفةٍ | بلهاءَ مقصدُها هدمي وإسكاتي |
إلى متى أنتِ أمراضٌ تُلاحقـني | ولا تُعشعشُ إلا في التفاتاتي |
وأنتِ في الهمِّ طعنٌ لا يُفارقُني | ما دامَ ظلُّكِ يمضي في اتِّجاهاتي |
كم ذا أحطَّمُ مرَّاتٍ على قلقٍ | بين الفواصلِ أو بين العباراتِ |
هل ترسميني كألفاظٍ مُقطَّعةٍ | وما لها مهربٌ بين السِّياقاتِ |
هذي ضحاياكِ أحلامٌ ممزقةٌ | وما احتواها سوى رسمي وفرشاتي |
كيفَ التخلُّصُ مِن دربٍ يُقيِّدني | وخطوتاهُ هما بحري ومرساتي |
أنا المركَّبُ مِنْ أوجاعِ نائمةٍ | أنا المفتَّتُ في مرسومِها الآتي |
أنا المعذَّبُ في تبيانِ سيِّدةٍ | أنا المشتَّتُ بين الذاتِ و الذاتِ |
أنا المغيَّبُ عن إيقاظِ أشرعةٍ | أنا المُرحَّلُ عن إحياءِ مشكاتي |
أنا المهمَّشُ في نصِّ الهوى وأنا | في مفرداتِـكِ أُرمَى للتَّعاساتِ |
مَن لا يرى الحبَّ كشفاً في عوالِمِهِ | فكلُّ ما فيهِ يُرمَى لانهياراتِ |
وأَّنتِ ما بين ألوانِ مُدَمِّرةٍ | لا تُتقنينَ سوى رسْمِ المصيباتِ |
متى تفيقينَ مِنْ غيبوبةٍ عزفتْ | مِن وحيِ ظلمِكِ ألحانَ انكساراتي |
ما كنتُ منكِ سوى فكرٍ يُسَافرُ بي | ما بين شيئينِ بين الذئبِ و الشاةِ |
قرأتُ كلَّكِ سكِّيناً يُمزِّقني | و كلُّ ما فيهِ فتحٌ في عذاباتي |
و كلُّ ما فيهِ آلامٌ تحاورني | و عالمُ الآهِ يغلي في جراحاتي |
هل صرتُ منكِ بقايا لا تُعالجني | إلا إذا جئتُ مِنْ نبعِ النهاياتِ |
حيثُ النهاياتُ لمْ تنهضْ مآذنُها | إلا لتحكيَ شيئاً عن معاناتي |
أنا التصدُّعُ لا هدمٌ سيهزمني | و ذلكَ الحبُّ يبني لي كياناتي |
الحبُّ ليس رواياتٍ نذوبُ بها | إنْ لم نعايشْهُ في نفيٍ و إثباتِ |
الحبُّ أكبرُ مِنْ لفظٍ نُردِّدُهُ | و فهمُ ما فيهِ فهمٌ للسَّماواتِ |
قدْ تكشفُ الأحرفُ السَّوداءُ عن قمرٍ | وجودُهُ بين هاتيكَ النِّفاياتِ |
سأقلبُ الهمَّ معراجاً أُديرُ بهِ | مِنْ ذلكَ الفكرِ نبضاً للإراداتِ |
سأقلبُ الجرحَ أزهاراً تُعيدُ معي | معنى الحياةِ لذاكِ العاطرِ الآتي |
سأقلبُ الطعنَ أشعاراً مغرِّدةً | و منشدوها زهورٌ في عباراتي |
سأقلبُ الليلة الظلماءَ بسملةً | تسيلُ بالحبِّ عذباً في مناجاتي |
ما أجملَ الحبَّ رقراقاً على لغةٍ | تفيضُ بالمسكِ مِنْ ذاتٍ إلى ذاتِ |
لا يُنتقى الدُّرُّ إلا ضمنَ أسئلةٍ | تُذيعُ أحرفُها أحلى الإجاباتِ |