الثلاثاء ٢٩ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم فتاحي حسناء

هي ليلة...

أتفقد السوسن، أحميه من الجناة
جاذبية العطر توقظ أو تبدّد
الأريج يرعش من لا تهزّه الرياح
أنّى ترجلت صفصافة، تَفَجّر لغمٌ
لكنني أسير
لا أصغي للنواح ولا للسعير
أتخطى الأسلاك، أجتاز الحفر
أرفع كفي إيذانا بالأوان
تشتتني النماذج، أتلاشى كالوهم
هي ليلة بلا عبق، هجرها مسك الليل
لا أعشق الليل، لكنه يلبسني
يأخذ عني سكوني ويحتلّني
كنت أردد مقطعا من نشيد
حين وعدتني عيون الأماني
ورقصت الكراسي من حولي
مر طيف، صفع الأماني، غاصت
السّجاد فارقته الرسوم ، صارمُعْتما
شنّج الحنق الأوعية، سدّها
هي ليلة أخطأها القمر، فوّتها
أشعلت شمعةً، اصفرّت، لم تبكِ
والمصباح أطاع وعتّم الجدار
لوحة الحائط تخفي لوحة مؤذية
الدموع تخفي ما لا يقال
لا قول بعد تصدّع أكباد الأمهات
لا كلام بعد عرض العاهات
وبسط الإناء لجمع الصدقات
هي ليلة تطول، ويتصاعد الموال
تترامى الذاكرة بساطا من الحلفاء
أنقب فيها عن عشب أخضر
لا أجد، أطرحها شعلة للرماد
رماد هذه البقاع، رماد بلا استثناء
الصّبار يحقق طفرته، ويتوارى النخيل
هي ليلة حافية، أدمتها الأشواك
للغامض أذرع طويلة، تتحسس الصفاء
تخدش، تنهش، تدوس، ترفس، في هدوء
يجري البياض، يركض متخفيا، يجزع
يطاله المسّ، يشوبه النمش، يختار الغياب
هي ليلة ظلماء، عيّد فيها السواد.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى