السبت ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم فتاحي حسناء

السعةُ تلهو

من أين أبدأ، من شتلة تُجْتثّ
أو من يد ملوثة تحصد العَمار
لا أدري
 
أبحث في الوجوه، عن أصل الحكاية
تتعبني الوجوه، يضنيني تلونها
للوجوه وجوه، أزيح عن الوجه وجهه
أجد وجها آخر يخفيه
وجه يلبس وجها ليس له، يسكن ملامحه
يمنحه لسانه، أضيع بين الوجوه
أتحسس وجهي، واحد هو وجه السماء.
 
لا أستقر فوق رف، تتجاذبني القباب
هي السعة تجد ما تلهو به من ضيق الآخرين
سئمتْ منّي المقاعد ، أنهكها ركودي
أضلعي تشرّحها حشرجة الآجر
بين الإسمنت والفولاذ، أضعت عناقيد ثورتي
تلحّفت بالصمت، وسرت على المشيئة الحديدية
جزعا من شظية
تترصدني القسوة، تنتشلني الذكرى
أطفو على سطح الحاضر المرصع بالفقاعات
فوتني التسلسل، أقمت خارج الترتيب
أخطّط خطواتي،
أبحث عن شيء ينسلّ من الإسفلت
أتوجه نحو المسلك المتعدد المخارج
تغيّبني الحيرة، أنشد باب الخروج
لا دليل، أقف في الوسط
تتوزعني ألإشارات، أضيع بين الصواعق
 
إذا ابتسمت لي زهرة برية
عبست في وجهي الضيعات الشاسعة
أعرف أن الفرح قطرات
اللقاء يحذو حذو النجمة الساهرة
الانشراح يصعد رابية الاستثناء
والعادي يترنح في خندق السعير
أرمي بقايا هدنتي في الغيمة المتمردة
أحط قدمي في فلاة محايدة
أخرّب الذاكرة
أسجل تاريخ ميلادي الثاني.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى