الخميس ٥ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

لغتنا ورحلة العودة إلى عكا

بدأ (يومي) مع منتصف الليل.

كان لا بد من كتابة ( نصّ ) لعكا التي سنكون فيها وتكون فينا يوم السبت القادم (7 تموز).
كتبت من اجواء السفر (تذكرة سفر) من القدس إلى عكا وغسان وسميرة والبحر والجزار.
كتبت التاريخ والثلاثاء الحمراء. كتبت الإيثار في الموت. كتبت عن (خالد) غسان، وعن سميرة الزمن والإنسان.

... وعدت بتذكرتي في انتظار عودة عكا إلى عكا، وعودة القدس إلى القدس ...عدت بثقل روحي، ونوع من النشوة الغامضة.

عدت، وها أنا اليوم هنا حيث كنت جسديا لكن روحي ما زالت معلقة بالسور الجريح هنا، وهناك.

بدأ صباح يومي عاديا كأي صباح. فيه نوع من الكسل والحزن والكلام.
تبادلت أطراف الحديث مع (أم إياس) حول الأبناء وبرّ الوالدين والعناية بهما أو بأحدهما حين عجزه ...

عرفت أن الحياة السريعة لا تتيح كثيرا من الوقت للتأمل واتخاذ القرارات.

عليّ تجهيز ثلاث (هدايا) لزيارة الأقارب ممن تخرج أبناؤهم مهنئا. اشتريت أربع علب من الشوكولاتة الإنجليزية (ماكنتوش) الشهيرة عندنا، وجهزت ثلاثة مغلّفات لزوم وضع مبلغ مناسب للمناسبة.

(لماذا الشوكولاتة الإنجليزية؟!!)

في المتجر قال لي البائع : نحن نبيع الكثير لنربح القليل . قلت : هذه سياسة (رامي ليفي) فحسنا تتصرفون، اذهب إلى أي من أفرعه المتعددة وانظر المتسوقين والمتسوقات من الزبائن العرب!

نريد من يفهم نفسية المشتري ويحافظ على الزبون المحلي. تجارنا في غالبيتهم اليوم لا يجدون متسوقين. شبكات التسوّق الإسرائيلية اجتذبتهم بإعلاناتها وتنزيلاتها وأسلوب ترويجها وجذبها ...

مسألة يطول شرحها ، ويكثر وجعها ...

ظهرا كتبت ردا عن سؤال الصحافية الشابة (آمال مرار) حول الثقافة في القدس؛
في القدس حركة ثقافية موزعة بين الفرق والمراكز والمشاريع الفردية. وفيها عدم تنسيق وغياب للصدق والانتماء والاستراتيجية. فيها ثقافة لكن الإنسان غائب بعيد لأسباب عديدة. (أوسلو) منع أي نشاط ذي تركيز على الهوية. والقدس التي تضيع جغرافيا يجب ألا تضيع ثقافيا.

أشعر بالعجز في أغلب الأوقات، وحين يدور الحديث عن القدس أتحقق من عجزي وعجزنا ...
أمس كنت في متحف القدس للتراث الشعبي في دار الطفل برفقة الكاتب (جميل السلحوت) والكاتبة (نسب أديب حسين)، بناء من ثلاثة طوابق ومحتويات تاريخية قيمة وورشة عمل فنية مناسبة للزوار من التلاميذ والناس ...هوية وطنية في القدس يجب العناية بها ودعمها بالمزيد من البرامج الثقافية.

على مدخل المتحف كانت لوحة مكتوبة باللغة العربية وفيها عدد غير قليل من الأخطاء. قلت لمدير المتحف: اللغة هوية فيجب الاعتناء بها.

اليوم سمعت تقارير تلفزيونية بلغة معطوبة أيضا.

اللغة ما زالت في آخر سلم أولوياتنا الثقافية!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى