الثلاثاء ١٠ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم لؤي نزال

وطني

وطني
تفتت الأجزاء وصرتَ بلا وطن
سرقوا طفولتك البريئة
وسجنتَ في عز الشباب
لم يدركوا
أن الرجولة فيك من أزل
تمتد في أعماق أرضك الثكلى
قصائد الشعراء خاليةٌ
من كل أصناف الكلام
وألوانٌ بلا لونٍ
تضاريسٌ بلا شكلٍ
وطعم العشق ما له نكهة
فلم يبقوا على صحراء
أو وادٍ
ولا سهل ولا جبل
سرقوا التفاصيل الجميلة
التفت الأحجار حولك.. لم تكترث
سرقوا الزمان من الزمان
نهبوا المكان من المكان
حرقوا اليسار مع اليمين
ضربوا نخيلك بالزيتون
عبأت قاموس الملامةِ
فلا تلم أحداً
انهض من الأشلاء
أطلق جنون ذلك الغضب المكبوت
احرق كلامهم الموزون... إن كانو هنا
احرق لسانهم المعسول... إن كانو هناك
فإن أحرقت،،، فلا تبقي عليهم
ولا تغسل بقاياهم
حتى يصيروا عبرة للقادمين
 
اكتب لهم.. ومن قلمي
لن يستطيعو غلق محبرتي
فإن فعلوا...
فآلاف المحابر تخرج من مماتي
 
ومن بحرٍ إلى نهرٍ.. ستبقى رغم ما كتبا
ومن رملٍ إلى صخرٍ.. ستبقى رغم ما قيلا
إن تقرأ التاريخ لن تسقط كما سقطوا
قف وانتفض ولو بأضعف الإيمان
 
"يا كاتب التاريخ" لا تلتفت للواقع الموجود
اكتب سطوراً للجن قبل الإنس
حكاية النخيل والزيتون والليمون
قرنفل الجبال
روائح الجوري
والعشب والزعتر
حكايتي
حكاية الأطفال والأجداد
اكتب حكاية من مروا هنا
وإن كانوا مروا مروراً عابراً
فهم ماضون في النسيان مثلما جاءوا

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى