الأحد ٥ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم لؤي نزال

كيف

كيف شمسي أشرقت
من ثمَّ غابت
قبل أن يأتي المساء ؟
كيف الرحيل
وكيف حزني
أثقل الأوقات ؟
كيف النخيل قد انحنى بالحزن
عند سماعه هذا النداء ؟
كيف السماءُ تنزلت دمعاً
والغيم أُتعب
عندما بكت السماء ؟
كيف هاج البحر
والأمواج ثارت فوق صفحاتي
وارتوى بالحبر وردك
فالليالي
راحتي فيها ارتباك وشقاء ؟
كيف حبٌ صار شوكاً
يوجع الكلمات
يجرح الإملاء ؟
كيف التلعثم
والتبعثر
والتشتت
صار يمشي مع حنيني
فوق درب واحدٍ وعلى السواء؟
كيف أني
كنت أنثر
ماء حبري
فوق صحراءٍ
ولم أدرك
بأن الشعر
كان يروي صخرةً صماء ؟
كيف لم تمطر ؟
حين غطت وجه شعري غيمةٌ
فظظنتها في الحب
أوقات الشتاء
كيف كانت نجمةً
قد أضاءت ليلةُ
ثم حالت ظلمةً ظلماء ؟
كيف كان النور يأتي
من مكان أنت فيه
وحين سرتُ
وجدت ليلي ما به قمرٌ أضاء ؟
كيف تنمو كل أشجاري بحقلك
تورقُ الأزهارُ
دون أن تروي وريقة منها بماء ؟
كيف كان الوهم يجعلنا نراها
حقل زهرٍ
تلك القمةُ الجرداء ؟
كيف يعزف لحنه عصفورنا
وما كنا له يوماً على إصغاء ؟
كيف كنا مؤمنين
بأن الحب قد شدّ الوثاق
ونحن كنا طلقاء ؟
كيف صرت الآن أمراضي
ويوماً كنتِ
أسباب الشفاء ؟
كيف كنا نغرس الأرض نفاقاً ورياء ؟
قد قض نومي
قرع شؤمي
فوق أوهامي
وصدى الأصوات في أرضٍ خواء ؟
كيف يوماً
سوف أشفى
من كسوري وحطامي
وصدى الأنات في شعري ونثري ؟
كيف نمحو هذه الأشياء ؟
كيف كنا
عند بدء اليوم حباً
ثمَّ حين جاء الليل صرنا غرباء ؟
كيف كنا قد كبرنا في الهوى
من بعدها قد صارَ فعلاً من غباء ؟
كيف نصلح كل هذا ؟
كيف نرجع للوراء ؟

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى