الجمعة ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم إيمان قعدان

غيوم صيفية

نجوم تسمو في سماء خيالها، تتصادم بحنينها الى قمر حائر في سمائها، فتراه كأمواج البحر التي تبحث عن غروب في الأسماء، وعن شمس في المعاني وعن ملح للحياة.

يلامس الحنين كلماتها ويربت على كتفها ويمضي بها إلى هناك.. إلى مكتبة قد تبعثرت كتبها والى قصائد قد تاهت قوافيها والى أوراق قد جف نبضها والى أقلام قد ماتت شرايينها..
فتناجي النجوم نفسها: أنت يا من تتصادم بك كل المعاني، ويا من يضيء نوره خيالي.. ويا سؤال جف من عرق اللسان..ويا نبض يكف عن الخفقان.. ويا كلمات وقفت على شفة اللسان... ويا عقدة تربط الكلام..

تحتار به النجوم من دون الأنام.. لأنه جعل لها من ضوء القمر أقلاما تلون لوحة غطاها غبار الزمان.. وعلقها المكان في ركن تائه لا يعرف الريح له عنوان ولا تقبله النار حطبا للأيام... ولا يشربه النهار.. ولا يتنفسه الليل.. ولا يسد ماء الغيم رمق العين.. أي ماء وهو الغيم...وأي ليل وهو سواد العين..

أي حل وهو الحلول.. يا من تتهاوى المعادلات بين يديه ولا تصمد أمام سحر عينيه وتذوب وتذوب أمام حنينها إليه.. فكلماتها تقيدها السلاسل..هو السجان.. وهي أسيرة في سجن عينيه وفي كلمات تسجنها شفتيه..

نار الغربة تلسعها وبرد الروح يحيرها.. وغيوم العمر تخيم فوق رأسها..هل هذه الغيوم صيفية لا تحمل المطر؟! أم هي أشعة خريفية تخشى أن يراها القمر؟!

يا نجوما لا تحتاري.. ويا قمرا يكفيك أطياف نهاري.. ويا شتاء يحجب نوره أسفاري ودفاتري وأقلامي.. ويا نبض قلبي لا تخفق لنجمة هاربة من شمس حروفه.. ومن حلم لا تعرفه كفوفه.. وصحراء تشتاق الى رذاذ رموشه.. وعبير يتداخل إلى أعماقها من روحه..

ستنتظر ربيعا ينبت من بين ضلوعه.. وزهورا تعانق تراب عينيه.. وجوري ينمو على كفيه.. وحياة تتجدد.. وأملا بأحلام لا تنفذ.. وغيوم صيفية تزرع الأمل في الأزهار الذابلة.. والعيون الحائرة والروح المسافرة...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى