الثلاثاء ١٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

ها هم أمامك يا بنيتي

هو ذا الشاعر يا بنيتي، قال الأب لابنته مشيرا إلى جثة تمشي على الرصيف تحت تصفيقات حارة.

هي ذي القصيدة يا صغيرتي، قال مشيرا إلى وريقة وردة ذابلة لم تعد قادرة على البكاء.

هو ذا الناقد، قال مشيرا بالبنان إلى رجل يمد يديه لتلقي مكافأة من كاتب يمضي أيامه في كتابة طلب الدعم إلى السائق الخاص لوزير الثقافة.

هو ذا وزير الثقافة، قال مشيرا إلى شبح يحمل ملفات ضخمة لدراسة الطريقة المثلى لبناء منزل على الشاطئ للسهر على مصالح المبدعين.

هو ذا قائد ميليشيا المثقفين، قال مشيرا إلى سمسار يفعل المستحيل لبيع خدي ابنته في مزاد علني خلال برنامج ثقافي شعاره: الحداثة هي الحل.

هو ذا المناضل فاحفظي الدرس جيدا يا بنيتي، قال مشيرا بأصابع الاتهام إلى شخص يصرخ ويردد الشعارات وهو يبحث بعينيه وقلبه عن معطف يناسب المرحلة التي قرر ولوجها.

هي ذي الشاعرة التي قصائدها حداثية وزوجها شاعر حداثي وأبناؤها حداثيون وطريقة مشيتها حداثية ومكتبها حداثي بديوان وزير حداثي لا يفتح ملفا إلا بعد أن ينتهي رئيس ديوانه من مسح أحذيته، قال مشيرا إلى امرأة درست معه والتي كان يمرر لها أجوبة الامتحانات السهلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى