الأربعاء ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

«قلبي» في يوم القلب

اليوم العالمي للقلب.

القلب الذي لا يحتمل المزيد من الضغوط والهموم ينفجر، يتوقف، ويخمد. ليت القلوب حجر! ليت القلوب تعرف دروب السعادة والمرح!

(تعاملت مع قلبي كأنه حصان خشبي، قال الشاعر معين بسيسو، لم أهتم به! لم أراع طلباته! فكان الذي يجب أن يكون...)

القلوب مرايا الواقع، تعكس حاله بكل ما فيه. القلوب في صدور ذوي الإحساس تكون حساسة ذات مصداقية مع أحاسيسها ومشاعرها وآلامها، فكيف لي أن أبتسم وأنا أغلي حزنا وغضبا وانتقادا؟! كيف لقلبي أن يرتاح في غابة القلق والضياع؟

يوم القلب العالمي، يوم للتوعية والاهتمام بالقلب، فماذا يفعل من يتلقى آلام القلب من خارج بيئته الشخصية؟ كيف يحمي قلبه (الآدمي) من التأثر؟ لا نملك قلبا بلاستيكيا لكي لا ننفعل! ولا نحزن! ولا نبكي!

بدأ نهاري قبل الشمس. اليوم سبقتها على الشرفة، فانتظرتها حتى بزغت بالبرتقال الجميل. لا أستطيع النظر إلى البرتقال الشمسي، قلبي لا يحتمل، وكذا عيناي.
للبرتقال ذاكرة، ذاكرة البرتقال وافرة مكتنزة بالجمال والحنين واللذة. اليوم أضحى البرتقال علامة تجارية لشركات تسويق وكسب مادي، (تسلّع) الجمال والذاكرة والمعنى! (هل سأشهد تسليعا للقلوب؟!!! هل القلوب الحقيقية ترضى التسليع؟)

مساء زارني شباب متطوعون من (جمعية نوران). الجمعية ذات الاهتمام الطبي التطوعي في مجال الإسعاف الأولي تسعى لتشكيل لجنة أصدقاء من أشخاص ذوي تأثير ومكانة ثقافية اجتماعية.(نوران، نور ونور، نور الليل ونور النهار).
استمعت لهم (وفاء أحمد عويسات، ومحمد ناصر بشير، وشوكت محمد عبده) وهم يتدفقون أملا ورجاء وحيوية.

في الشباب الجديد يقوم خير وفير وروح نابضة بالحياة. الأمر أسعدني وبثّ الأمل في روحي، جميل جدا أن يعود الماء إلى مجرى نهره الأصلي. هكذا كانت روح الانتماء تعلو من قبل وتتدفق وهي تروي زهور الأمل. مؤخرا غابت بل غيّبت بفعل تخطيط جهنمي عدائي حاقد حين دبّ الفساد والإفساد...(إنكم تذكّروني بشبابي...)
على مقربة من جارتي الراقدة جلسنا، وتحاورنا. هل أقلقنا الحمامة الوادعة؟!
سألتني (وفاء) عن نغمة الحزن العالية في هذه اليوميات التي تتابعها، وعن انتقادي للجيل، جيلها.

مع نافذة النشاط الشبابي هذه اطلعت على روح جديدة أمدّتني بقدر عال من الأمل يا (وفاء). واصلوا درب الخير والحياة بروح شبابية منتمية لقدسها، المحرك الأساس لكل نشاط، وكلمة، وبسمة...ونغمة حزن في انتظار فرح حقيقي.

الآن، بعد لقائي بروح الشباب، في اليوم العالمي للقلب، أشعر أن قلبي بخير رغم السجائر والقهوة والضغوط والغضب والضباب والفساد والخراب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى