الثلاثاء ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

يا بنات فلسطين

هل هو يوم الانفلونزا؟ أم المناديل؟ أم الثقافة التي تسربل الناس وتسيّر حياتهم؟
لماذا أدخلت أمس جرعة الانفلونزا إلى جسمي؟ صدّقت الترويج الدعائي لجرعة تقي من المرض الثقيل. أمس كنت ضحية الجرعة التي أدخلتني في حالة مرض شبه حقيقي ؛ صداع، وسخونة، وآلام مفاصل....

(أنتبه لما كتبته: " مرض شبه حقيقي" فتزعجني الأشباه...)

المفاصل والعظام هي غاية المرض الذي وصل إلى جدّنا المتنبي من الزحام وأبى المبيت إلا في عظامه ؛ ( أبنت الدهر عندي كل بنت، فكيف وصلت أنت من الزحام؟!)

العظم عمود الجسم الذي يحمله، ويعطيه هيئته. (الأميبا) وحدها لا شكل محددا لها.
تحاملت على الشعور ببدايات المرض المحمولة إليّ بفعل الجرعة الوقائية. عشت صباحي المعتاد، وذهبت إلى دوامي اليومي.

(أشعر بمتعة التحدي حين أتغلب على ما أتحداه أو أكتفي بمتعة الممارسة . اليوم تحديت وانتصرت نسبيا. النوم بعد الظهر ساعدني وأعادني إلى "شبه" الشعور الطبيعي حين أحسست بمزيد من الراحة)

هل أدخلت الفيروس ووقفت أتابع عمله في الجسد؟!!

(النوّاب- الشاعر الهجومي كان حادا وهو يخاطبهم متعجبا من مراقبتهم لصرخات المدينة!)

خطر الخاطر الهاتف: يا بنات فلسطين البسن المناديل!

(اللباس ثقافة اجتماعية، لكن ثقافة الغرب التي أخذت تسود وتتسيد تصر على التعامل معه على أنه هوية دينية باتجاه محدد!)

في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 م.) لبس أهل المدينة الكوفية بدل الطربوش... كان التحدي يأخذ أشكاله، وكان الناس صادقين مع ذواتهم.

(سفارة ما في بلادنا رفضت توظيف إحداهن بسبب المنديل!

ومحطة تلفزيونية " فلسطينية" رفضت التوظيف لصاحبة كفاءة عالية للسبب ذاته!
... حين تفتّقت العقلية العنصرية عن فكرة إلزام العامل العربي الفلسطيني على حمل إشارة " عامل غريب " احتج الإنسانيون فحملوا شعار" أنا أيضا عامل غريب")

الديمقراطية المدعى تطبيقها تذوب عند أبسط المحكات، "ديمقراطية" نسبية.

يا بنات فلسطين...

أوصلني صديقي (المثقف العنيد) اليوم مقالا ساخرا في مقارنته، حميما في روحه لكاتب أردني سقط اسمه عن التوثيق. المقال يقارن بين حالين، وثقافتين، زمان واليوم، ومما جاء فيه:(زمان كانت أسماؤنا أحلى والنساء أكثر أنوثة...وحبات المطر أكثر اكتنازا بالماء...ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب...كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة...ولم نكن نعرف بعد أن هناك فاكهة تتطابق بالاسم مع منظّف الأحذية "الكيوي"...كانت الحياة أكثر فقرا وبردا وجوعا، لكنها كانت دائما خضراء.)

وفي مقتطف آخر جاء: "ليس كل ملتح ارهابيا! وليس كل حضري دلّوعا!وليس كل بدوي همجيا!، ارتقوا في تفكيركم وعقولكم ".

ما القاسم المشترك بين هذا الذي تجمّع على مائدتي هذا النهار!!

يا إلهي كيف تلتقي الأمور وتنسج حياتها الخاصة!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى