أنا وشهرزاد ولعبة الإنترنت
اعذريني اليوم يا شهرزاد أريد أن أبثك بعض التعب مما أعانيه من أوجاع التكنولوجيا الحديثة، فعلى الرغم مما توفره لنا من صالح الأعمال وجميل الأقوال وحلاوة الوصال والاتصال إلا أنها تستفزنا أحيانا فتبعدنا بانقطاع بثها، فيصبح ذلك العالم المشتعل جثة هامدة، لا يستطيع أن يوصلني لك ولا يوصلك لي، ويزداد الألم عندما تكون وسلتنا الوحيدة هذا الفيض من رسائل الفيس بوك، وفجأة وإذا به يعلن الحرب علينا، فيصبح ظالما وغبيا وجبانا، حتى أنه لم يستأذنا لنودع أو نعتذر حتى لا تقلق أرواحنا، فيترك أحدَنا يتحدث مع نفسه، وفي ظنه أن سميره لا يريد أن يسمعه أو أن مكروها لا سمح الله أصابه، إنه بفعلته هذه يفتقر إلى كل ما تعارف عليه البشر قديما وحديثا من حسن التعامل والمجاملات الإنسانية، يتركنا نتلظى ويغط هو في سبات عقيم وعميق!!
لذلك فإنني قد وجهت له هذه الرسالة العاتبة ببعض أبيات لعلها تصله، فيرتدع عن قبيح أفعاله، فيظل معنا ولا يغادرنا، ويظل مانحنا هذه الوسيلة التي تجعل الروح تناجي الروح برقة الشعور المناسب بين الكلمات، لعله يسمع رجائي فيقلع عن لعبته!!
لله دره كم أشقى روحي وهو يفعل ما يفعل، ألا يشعر بوخزة ضمير، أم تراه وهو ابن الحضارة الحديث ليس معنيا بمشاعر الإنسان؟! يا ليته يفهم حاجة أرواحنا فلا يعاجلنا بانقطاع في بثه واتصاله!! فماذا بوسعنا أن نعمل في حالة انقطاع الإنترنت عني وعنك يا شهرزاد؟!
ذاك الموزع من ذا "النتِّ" أتعبنيإذ يبدأ الوصل بالأحباب ينفصلُيبدي لروحي عذاب الروح في زمنيُشقي الفؤاد يعود الهم يعتملُماذا دهاه؟ ليرديني بلعبتهخفف غباءك يا نت الهوى عجلُ!!لا تترك القلب في عاتي الرياح إذاهانت عليك سويعات بها أملُكيف التصرف إذ عاملتني شرسالا يبرحنَّ كلامي والصدى خبلُإن كنت ذا وله لا تغدرنّ بناأجرِ الكلام إلى حبي فنتصلُلا تجعلن فؤادي كارها نقماواترك أثيرك عبر الجوّ يكتملُهذي السويعات معها لا يعوضهامنك التأسف إذ يبدو بك الخللُأرجوك لا تمزحنْ والفرح مقتبلٌيشدو بلحن الجوى والقلب يشتعلُوفض علينا بوصل لا انقطاع لهإن كنت راحمنا فالشوق مبتهلُهذي رسالتيَ الحرى أقدمهاإن كنت عاقلها والعقل مكتملُلا تقطعنَّ حكاياتي بليلتهاواسمر مع الروح إذ ترجو وتحتفلُ!