الأحد ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم عبد الله علي الأقزم

عند إحياءِ الموتى

عليٌّ لم يعشْ إلا عليَّـاً
سماويَّـاً مِنَ الألقِ الفريدِ
تكاملَ و الكمالُ إليه يسعى
كسعي الباحثينَ عنِ الجديدِ
يزيدُ الخلقَ مِنْ معناهُ قدْراً
و قدْرُ الخلقِ أكبرُ مستفيدِ
سقانا مِنْ غديرِ العشقِ شيئاً
فـأوصَلَـنـَا لعالمِهِ الرّشيدِ
حقيقتُهُ إضاءةُ كلِّ لونٍ
مِنَ العرفانِ و الرأيِ السَّديدِ
بحضرتِهِ تبارى كلُّ حدٍّ
بمعرفةِ الشقيِّ مِنَ السَّعيدِ
تلينُ لهُ الشدائدُ صاغراتٍ
كما لانَ الحديدُ إلى الحديدِ
و كم مِن قلعةٍ صغرتْ لديهِ
برؤيةِ صورةِ البطلِ الشديدِ
و مَنْ لاقاهُ لاقى كلَّ درٍّ
مِنَ الإيمانِ و النَّسقِ الفريدِ
و ما مِن قمَّةٍ في المجدِ إلا
و كان لها السبيلَ إلى الصُّعودِ
و منهُ المؤمنون أتوا جميعاً
كتبيانٍ لمصطلحِ الخلودِ
و كلُّ حروفِهِ البيضاءِ تـُتـلى
و ما لسياقِها همزاتُ سودِ
توقَّدَ حبرُهُ برقاً و رعداً
و كانَ يدَ النجاةِ إلى العبيدِ
و لولا فيضُهُ الخلاقُ هذا
لأخرجنا الوجودُ عنِ الوجودِ
و سرُّ جمالِهِ الأخاذِ هذا
تألُّقُهُ بمختلفِ الرَّدودِ
يفيضُ فلا يُرى إلا شهاباً
جناحاهُ هما صلواتُ عيدِ
عليٌّ بين أصواتٍ تهاوتْ
بسالةُ ذلك الصوتِ الوحيدِ
و كم منهُ الصَّدى يزدادُ عطراً
و يحظى منهُ بالعيشِ الرغيدِ
و كلُّ العارفينَ به تلاقوا
و فاضوا مِنْ هواهُ بحارَ جودِ
ملكنا مِنْ هوى الكرَّارِ رقماً
فأوصلنا إلى أعلى رصيدِ
ملكناهُ و ليسَ هواهُ فينا
سواهُ منَ الوريدِ إلى الوريدِ
نحدِّدُه بماذا ؟ كلُّ شيءٍ
يُعايشُهُ يعيشُ بلا حدودِ
نقيِّدُهُ بماذا ؟ كلُّ قيدٍ
تفتَّحَ في يديهِ بلا قيودِ
نؤطِّرُهُ بماذا ؟ كلُّ فكرٍ
تسابقَ عندَهُ نحوَ المزيدِ
نحجِّمهُ بماذا ؟ كلُّ معنى
لديهِ ليسَ ينبضُ بالجمودِ
نجاريهِ بماذا ؟ كلُّ جريٍ
لديهِ ليسَ مِن أهلِ الرُّكودِ
عليٌّ كلُّ ما فيهِ افتتاحٌ
لزرعِ الباحثينَ عنِ الخلودِ
و لا أرى قد حوتـْهُ عقولُ دُرٍّ
و إنْ قامتْ بمختلفِ الجهودِ
تفجَّرَ علمُهُ في كلِّ مجرى
و لم تُوقفْهُ آثارُ السُّدودِ
و كمْ مِن لفظةٍ سقطتْ و صارتْ
بفضلِ المرتضى هيَ في صعودِ
تسامى فانتهى في كلِّ رقمٍ
إضافةَ ذلكَ الرَّقمِ الجديدِ
و لولا سيفُهُ البتَّارُ هذا
لغابَ الدِّينُ عن هذا الوجودِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى