الأحد ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم إدمون شحاده

العمر والزمن

لم أعد أقدر أن أعبر هذا النهر َ
أو هذي المياه
لم تعد عندي القوى
والتي كانت وذابت كالضباب
في دهاليز السفر
فأنا مثل خيالات الفتى
الذي كان فتى
عند هذا الشاطئ المجبول في سحر الحياة
من سرور وعذاب
رغبتي أعبره ُ ..
لهفتي أنتقل الآن َ ولكن!
لا صدى في جعبتي
أو جواب
 
كنت أصطاد ُ مع الأمواج ِ
في بحر الحياة
بشباكي الناصعات المدهشة
كلمات ٍ لؤلؤية
ومعان ٍ قرمزية
كنت من أعماق نهرالعمر ِِ
من منبعه الصفصاف ِ
أجلو كل معنى في طريق الأبجدية
وأنا أغترف الأفكار والآراءَ
أستجلي الغديرْ
ومع الأيام لا زقزقة ُ العصفور تأتيني
ولا صوت الخرير
 
كنت في البستان ما بين الزهور المنعشة
أنتقي أجمـَلها ..أرسم الألوان في عيني َّ
نورا لا يزول
أنتشي من عطرها
تملأ ُالأرجاءَ زهوا ً وبهاء
أقطف الحسن نقيا ً صافيا ً
دون لغو ٍ أو رياء
من ثغور الفاتنات
قـُبلا ً بعد عناق ٍ ملتهب
وأضم اللهفة المشتعلة
بابتهاج ٍ وانتشاء
وأناجي كل وجه ٍ مشرق ٍ
خلف أمواج الضباب
بنقاء ٍ وإباء
 
كنت والأيام تجري
وأنا أجري مع الأحداث دوما ً
خلف أهلي دون ضعف ٍ أو كلل
خلف آهات الشعوب
ومع العدل مع الحق أسافر
في البوادي والشعاب
ومن الظلمة دوما ً لا أهاب
في الدروب َ الشائكة
والسياط َالحارقة
لا ولا أخشى العذاب
 
كنت .. لكني تعبت وضعفت
في مهب الريح ِ
في بحر الزمان
قاربا ً في موج بحر المستحيل
مزَّق الدهرُ شراعـَه
والليالي غدرتني
سحبت من تحت رجلي َّ
بساط القدرات
كيف لي أن أعبر النهر إذا ؟
وأنا قد ضاعت الأيام مني ؟
فأضاعت لذة َالدنيا وأيام الشباب
غير أني سأتابع
وسأعطي كل َّ ما عندي
إلى آخر شوط ٍ في حياتي
عندها يحلو الذهاب.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى