السبت ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
المدونــــة الحاديـــة والأربعون
بقلم فاروق مواسي

البديل من العبريــــة

كلمات عبرية متقاربــة اللفظ:

תְּקוּפַת צִינוּן= فترة تبريد

סִינוּן= تصفية

قال صديقي: كنت موظفًا في دائرة حكومية، وأنهيت عملي، كما حصلت على حقوقي، لكنني أردت العودة لوظيفتي، أو لوظيفة أخرى في دوائر الحكومة، وخشية من أن يكون هناك تضارب في المصالح الوظيفية، فقد طَلِب مني حسب القانون أن أمر بفترة (تسينون)- צִינוּן = تبريد.
بالطبع لاحظتم أنني ترجمت حرفيًا، لأن المصطلح هو إسرائيلي، ولم أجد فيما بحثت على غراره في العالم العربي، ويبدو أن التبريد هو استعارة، ويعني أنه انتقال من حرارة الوظيفة السابقة إلى فترة استراحة تبرد فيها الحرارة التي كانت.
أما (سِنــّون)- סִינוּן = تصفية، فهي تعني التنقية، وتكون عبر مصفاة للتنقية من الأوساخ أو الشوائب، وتأتي أيضًا في مجال آخر على سبيل الاستعارة بمعنى اختيارالأفضل، ولا ضرورة لذكر أي قذر أو قذى هنا.

* ملاحظة: تأتي تصفية كذلك ترجمة لكلمة חִיסּוּל = מכירת סוף עונה، وتأتي كذلك ترجمة لـ חיסול חשבון، سواء بالمعنى الإيجابي أو السلبي،
أو لا يستخدمون في مصطلحات عالم الإجرام هذا التعبير؟

קְהִילָּה= مجتمع محلي/ جماعة

קְהִילּתִי= جماهيري

חֶבְרָה= مجتمع

أما קְהִילָּה فتدل على مجتمع يعيش في منطقة معينة، أو على مجموعة منتظمة، أو على طائفةـ وأرى أن نجعل الترجمة كلمتين- مجتمع محلي، ومن أصر على كلمة واحدة فهي: الجماعة.

أما קְהִילּתִי فالأفضل ترجمتها كما شاع على ألسنتنا- جماهيري، وقد عرفنا المراكز الجماهيرية، والشرطة الجماهيرية، وعُرِف المصطلح، فحري بنا أن نأخذ به.
أما كلمة חֶבְרָה فتعني المجتمع عامة.

إن العبرية شأنها شأن الإنجليزية تفرق بين الكلمتين، فــ קְהִילָּה في الإنجليزية: community، بينما חֶבְרָה هي في الإنجليزية society، وبالطبع فإن الثانية أوسع عددًا وأشمل معنى.

وصف فلان صديقه بأنه (حبـرَتي)- חַבְרוּתִי= اجتماعي (يلفظونها خطأ بكسر الحاء- حِـبـروتي)، والمعنى أنه دمث، ودود يتقبله المجتمع.

מִיצוּי= استيفاء

הַמְצָאָה= اختراع

تدل מִיצוּי أيضًا على استقصاء كل إمكان، واستخلاص الموضوع واستـنفاده، وفعلها هو מִצָה، وقد سألني صديق عن بعض التعابير التي ترد فيها كلمة מִיצוּי: وكيف نترجمها، فهم في المكتب يضطرون أن يستخدموا العبرية في هذه التعابير وفي حديثهم اليومي، وأنا إذ أحاول الترجمة لا أنفي أن يكون هناك بديل آخر، فلندون ما ذكر لي صاحبنا من تعابير ومقابله ما أقترح:

מִיצוּי הַפּוֹטִנְצְיָאל= استيفاء الطاقة الكامنة

מִיצוּי הַשׂכָלָה גְבוֹהָה= استيفاء التعليم العالي

מִיצוּי הַיִתְרוֹן הַיַחֲסִי= استيفاء الأفضلية النسبية

מִיצוּי הַדִּין= استيفاء القانون (من خلال تطبيقه)

מִיצוּי הַחֶשְבוֹן= استيفاء الحساب (تصفيته)

أما הַמְצָאָה فهي اختراع، بمعنى استحداث شيء، وفعلها הִמְצִיא بمعنى اخترع، أتى بشيء من عنده، وقد يحمل الفعل دلالة سلبية ، كأن يتحدث شخص عن وقائع لم تكن، وعن قصص ليس لها أساس من الصحة، فنقول له: אתה מַמְצִיא = أنت تؤلف أو أنت تخترع.

في هذا السياق أذكر أن المصطلح العبري זְכוּת הַמְצָאָה هو في العربية براءة اختراع.

بعد أن أجبته بما أقترحته مما هو وارد في المعاجم قال لي: أنت (متمتسي)- מִתְמַצֵא= مُطَّـلِـع، أي مُـلِـمّ، فقلت له: ما أصدق قوله تعالى: وما أوتيتـم من العلم إلا قليلاً.

وعلى ذكر هذه التعابير فقد ترجمت הִתְמַצְּאוּת =orientation استهداء، فهي ليست مجرد اهتداء، بل هي قدرة الإنسان أن يعرف (بالفصيحة وبالدارجة أيضًا: يستهدي) أين هو وأين مكانه، بالنظر إلى المحيط وإلى الجهات، وهو القدرة على معرفة الإمكانات المختلفة للخروج من أوضاع معقدة. فالاهتداء كما هو في ترجمة المعاجم فيه مجرد معرفة، ومن اهتدى فقد أدرك موقعه دون تعمُّـل، بينما (استهدى) فيها الطلب والاستدعاء. (لا نفترض أن الفعل المنافس يستخدم كثيرًا بمعنى طلب الهدية). من هنا فإن מִתְמַצֵא تعني بالإضافة إلى ما ذكرت (مطلع) = (مستـهْـدٍ) أي يعرف أين هو بعد النظر إلى ما حوله.

מַחֲזוֹר= دورة

מִחְזוּר= تدوير

يكرر طلابنا في نهاية مرحلة دراسية التعبير: صورة المَحْزور= מַחֲזוֹר = دُفْــعَــة، ولو بأس بكلمة (فوج)، مع أن الأولى أشيع.

أما מַחֲזוֹר في معظم استعمالاتها فتعني دورة في التعابير العبرية، نحو: מַחֲזוֹר הדם, מַחֲזוֹר המים, מַחֲזוֹר שנתי.

ولا ننس أن اللفظة أيضًا تستعمل بمعنى الحيض، وفي الدارجة (العادة أو العادة الشهرية).
أما מִחְזוּר فتعني استثمار مادة بالية أو فاسدة وإعادتها إلى الاستهلاك بعد إجراء عمليات حفظ وتجويد عليها حتى ينتفع منها مرة أخرى. والمصطلح أصلاً هو بالإنجليزية recycling، فاختار البعلبكي صاحب المورد: (إعادة الدورة)، ثم ترددت على أقلام المترجمين الترجمة الحرفية (تدوير)، أي أن المادة تدخل دورة جديدة لتكون صالحة، ولا أرى عليها بأسًا رغم كثرة الترجمات، ففي مصر يستخدمون (رَسْـكَــلَـة ) أي نقلوها كما هي وعربوها. وبعض الدول العربية يستخدمون (استِحْداث) وهي صيغة صحيحة، ولا يعيبها إلا كون اللفظة من الجذر الثلاثي (حدث) الذي له مئات التخريجات والاشتقاقات. كما أن هناك من يستخدم كلمتين- (إعادة تصنيع).

ومهما كانت الترجمة فنحن نفيد من العلم الذي يعيد للأرض مياها كانت عادمة، ويعيد القمامة إلى ما هو بعيد عن الرائحة الكريهة، بل ما له جدوى في حياتنا العملية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى