السبت ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم محمد دلة

لعبتها الكبيرة وقصص أخرى

أربع قصص قصيرة

لعبتها الكبيرة

لقد أصبحت لعبتها الكبيرة
دعها تتسلق أحلامك حتى مطلع النور ومهبط البوح
لم ركنت الى غار الحكمة ونسيت منازل الأنوثة؟ كيف استطعت أن تصفع بغبائك أقمارها الشاردة في ملكوت النشيد؟
الم أنصحك أن لا ترفض قلب امرأة غلقت أبوابها وتبرج النرجس في خوخها وتفاحها هيت لك؟
إن الأنوثة طاغية وتقد قمصان القلوب وتلقي في غياهب الموت من يعصي غوايتها
كيف ستخرج من جسدها النازف حنينا وكبرياء طلقتك القاسية؟
كيف تعتذر عن تماديك في التنكر وكيف تكفر عن خطيئة عدم السجود لنهد أتم غسل النور بشهوته وحكاياته؟
كيف؟ كيف؟ أجبني.. يا عورة الحكمة المتعفنة
متسللا كالليل الى براري الكلمات
يناور قلبا موتورا علمته الطعنة أن يحترس
"ما الذي أعددت لي للفالنتين؟"
أعددت لك غرفتي بشرا شفها وسندسها وعتمتها وفجور العطر وعربدة التبغ كاملة أو تريد زيادة؟ سأقد قميصك، تلك هديتي فلا تسبقني الى الباب جدارا من هزيمة.
واختلط الجد بالهزل وعادت لغوايتها
وعاد يجلد بالدمع والندم كومة من الرمل تتناسل في ذاكرته
لا ربما استطعت أن تكسر كل مزهريات الصمت الواقفة تصدعا واخزا بينكما،
الحب جرح لا يبرا
والهزيمة كرمة عاقر
اسكب عطشك في بحيرتها الواعدة
وافرد كل أوراق الفالتتين الحمراء قهوة ناعمة في اخضرار يديها
اركع كشجرة وارفة الثمار
وأعلن تيهك فيها؟ فما زالت طازجة كحبة التوت
وعينيها نشيد يناديك، فاسلك إليها من اخر المدينة سلم البوح
كان علي أن اغمد خناجر الكلمات في قلبي
واذبح خراف الحكمة وأوزع أشلائها لضواري الأعالي والغابات كي لا تتعفن في.
ـ أحبك سيدتي-
وارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة
ورجمتني بنظرة محايدة وأسلمت جسدها لتعبه وأثقاله وتركتني وحيدا في غرفتها الواحدة .

مجنونة

ضبطتهما
متلبسين زوجي وصديقه، يتعاطيان فاكهة محرمة زوجين اثنين، فصرخت حتى غبت في صفرة الإغماء
وما صحوت إلا والجارات حولي يذرفن دموعا وأسئلة
المسكينة؛ يا لفتنتها وجمالها
أيستحق هذا البهاء فسق الجان
أيستحق هذا المطر الفضي أن يدلق فوق صقيع جدران مستشفى الإمراض النفسية
ومن يومها وإنا احتضن ملاءاتي البيضاء واغمر راسي في خوابي الصمت.

القهوة

كل صباح استل الفجر من قيود النوم واحزم الحزن واضعه في الثلاجة
وأعد فنجانا من القهوة واشرع نافذة الانتظار والرؤية
سيأتي، لا بد سيأتي فالوطن لا يخطيء قهوته
وتسقط حبة أخرى من عناقد السنة
وجرحا على صدر جرح
تتمادى فناجين القهوة بالحضور
ترقب بعينين باردتين
كومة أوراق الرزنامة التي امتدت إليها أعقاب السجائر بالصفرة والسواد

قبلة

قمت الليل واستهلكت تبغ النهار
وأتلفت خطاي وعورة اللغة
وأنا أفتش عن كلمات تأول قلبي
أصليها أقمار شوق وساحات حنين لحبيبتي
وحين فرحا أتيت كأقواس الحلم وقد أكملت دورة قلبي
وأنشدتها جراري وخبزي ونبيذي
سترت بفتنة شالها نعناع عنقها ولجين صدرها القز حي البوح
وصرخت بي بعد أن بعثرت أوراقي
سرقت عمري
ولم تمنحني قبلة واحدة.

أربع قصص قصيرة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى