السبت ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم عـادل عطية

كذب التربية والتعليم!

كم وقفت بإحترام وإجلال أمام وزارة التربية والتعليم، ذلك الصرح العظيم الذي يضم في رحابه ملايين المدارس في حنايا الوطن!

وكم وقفت متأملاً، وآملاً في ذلك الاسم، الذي يشارك كل أب وكل أم في تربية أولادهم، وتعليمهم بما هو اسمى من المعرفة: المبادىء، والمثل، والفضيلة!

وأجدني اليوم، أقف مطأطىء القلب، والمصير، وأنا أرى نزيف الأخلاق منحدراً من سبوراتها السوداء، عابراً بواباتها الحديدية إلى التراب!

البداية من الصباح المظلم.. حيث يذهب طلبة الشهادات العامة إلى فصولهم فلا يجدوا مدرساً، وإذا وجدوه، قال لهم بجرأة ساخرة: "ايه اللي جابكم"؟!..

تحتضنهم الدروس الخصوصية، ينسون شكل مدارسهم، لكن إدارة المدرسة لا تنساهم، فهي تعدّ عليهم أيام غيابهم، وترسل لهم انذارات بعدد أيام الغياب، ثم الخطاب الأخير بالفصل!
يتساءل ولي الأمر: ما سبب ارسال خطابات الانذار، مع معرفتكم بأن جميع الطلبة لا يذهبون إلى المدرسة، وإذا ذهبوا لا ترحبون بهم؟!..

يجيب السيد المسئول: الخطابات ما هي إلا اخلاء لمسئوليتنا القانونية!

وما العمل في قرارات الفصل؟..

يجيب السيد المسئول: على الطالب احضار شهادة مرضية عن أيام الغياب!

وما على الطالب، أو الطالبة، سوى الكذب؛ للحصول على الشهادة المرضية!

أعرف أماً ملتزمة بالصدق في زمن أصبح فيه: "الكذب منجاة، والصدق مهواة"، ذهبت إلى الطبيب، وقالت له: ابنتي لم تكن مريضة، ولكن المدرسة تطلب شهادة مرضية؛ حتى تعيد قيدها بالمدرسة من جديد!

وعند الطبيب، تكتشف الأم، أن الكذب أصبح لغة العصر، وأن الطبيب من كثرة سماعه الأكاذيب، لم يعد يحتاج إلى سماعها؛ وقد أمسى يدوًن الكذب بتلقائية على التذكرة الطبية؛ حفاظاً على مستقبل طالب معرضاً لفصل تعسفي!

يا وزارة التربية والتعليم، ان كنتِ لا تريدين تعليم أولادنا، فلا تربيهم على الكذب!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى