السبت ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم محمد شاكر

كَـمْ وقتا تَـعَـثَّـرَ بي...

كمْ طُرقاً تَرامتْ
مُثقلةَ بِحكايا الأسْفار ِ
ودَم الخُطى ...
إلى وراء سَحيق ٍ في حَجر النسيان ِ .
كمْ وقـتاً تعثـَّر بي
في الغِـيابِ وصحْوة الظِّلال ِ.
كمْ مَكاناً هَرْولَ
في َصمْت ِ اللسان ِ
بَعيدا عن فِخاخ الشِّعرِ
ليسْكـُنني العَراءُ .
وأنا الذي في سالِفِ الأمْكنة ْ
كنتُ أصطادُ الوقتَ بالحُلم ِ
وألـْهو بريشِ المَكان ِ
ريثما أرْقى سَماءَ الألحان ِ
بـِسرْب ٍ من غِناء ِ
يسكنُ وَحْشة الغَـاب ِ
إلى شقشقة الطير ِ.
اليومُ..كان مِقدارُه طفولتي
وبعضَ الأنسام ِ .
والمكان ُ، اسْتهامات ٌ ، تَسَعُ الرُّوحَ
وطيفَ الألوان ِ.
وطفل يُغوي حُوريات البهْـو ِ
إلى شِباك اللهْـو ِ
وهَجعةِ الأسْحار ِ.
كمْ حورية ً ذابتْ في صَحوة الظلال ِ
لا يُمسكهنَّ إلاَّ شْوقي
المُتربِّص ِ بالمَجال ِ.
 
الآن لا وعْدٌ أحرِّرُ نَبضَ القلب، به ِ
خافقا ً
يجوسُ ، صُبحاً، مَراتع الأحباب ِ
أركبُ مَوجَ دَمي العالي
صوْبَ رمل ٍ
يفرشُ لي ذهبَ الحُلم ِ الوثير ِ
ولا أنهضُ من سُباتي.
كيف جئتُ كثبانَ رمل ٍ
أمْتطي مَوجَ عُزلتي
كيْ أوقظَ من حولي شهْوةَ البلل ِ...؟
كيف ينداح ُ من خلفي بحرٌ
شاحب الزُّرقة ِ
لمْ يَجرفني في هَواهُ
مثل المِلح ِ والصَّدف ِ..؟
كيف يَصير هذا الخارج ُ أكبر مني
حتى لكأني أهَرِّبُ بُؤسَ الحَرف ِ
في حَقائبِ السُّكوت ِ ،
وأحاذِر جُمركَ الكَلام ِ..؟
كي لا يُصادرَ أجْراسي.
مُتسكِّعٌ في النِّسيان ِ
وفي المُكوث ِ
إلى سُرَّة ليل ٍ سادِر في البيْداء ِ
حَدَّ الثمالة بالنُّجوم ِِ
وفيْء رمل ٍ
يفرشُ لي هُدوءَ سِحر
ويُغطِّيني برجْع الأماني.
ضاربُ في الشِّعر الذي تُـناهِضه أيَّامي
في زمن ِ الرِّدةِ
والفِصام ِ.
تكادُ تخطف مِنيّ ، الشاشاتُ
ضَوْء الإحْساس ِ
وميراثَ الصُّور ِ
لكني مُمْسِكٌ بنواصي الحَرف ِ
أكبو حينا
وأعاودُ انتصابي على رجْع الصَّهيل ِ
يأتيني ِمن خيْمة الأعماق ِ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى