الأحد ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
حراثة البوح
ناصر عطالله
ردا على قصيدة سماوية غوايتي- لآمال عوّاد رضوان
مَشيئةُ القولِ مُباحَةٌفَمُرّي عَلى البَحْرِ نَوْرَسًاالبَحْرُ صغّرَ الفِكْرةَ ؛يَجْرَحُ الرّيحَ بِيَدِ عاصِفَةٍيُعِدُّ لِكُلِّ كَفٍّ.. طالِعًا نازِلاً إلى ما تُحِبُّكَما مُشْتَهى الأحْلامِ..في عُبورِها الضَّيِّقِ عَنِ السَّماءِتَغْتَسِلُ كُلَّ مَرَّةٍ مِنْ فَوْضى مَساءاتِنا القَديمَةِتَنْزِلُ دَرَجاتِ الرّوحِ بِكُلِّ حِشْمَةٍتَنْدَمِلُ … كَقَطْرَةٍ بارِدَةٍ في الرَّجاءِتَنْضَحُ الْبِئْرُ بَعْدَها بِتَساؤُلاتٍ غارِقَةٍفي ثَرْثَرَةِ الكَلامِ .. أَيْنَكِ …ِأُسْقِطُ زَمَناً إضافِيّاً عَلى رُموشِكِكَيْ أَصْحُوَ دافِئاً جِدّاًهارِباً مِنْ سَكينَةٍ قَرينَةْمُرّي وَالْمالِحُ يَجْلِسُ فَوْقَ رُكْبَتَيَّيُغاثُ مِنِ انْزِواءِ فُرْصَتِهِ الطَّويلَةِ بِالْبَقاءِجِوارَ أَرْواحٍ مُبَلَّلَةٍ بِالنِّسْيانِيُغيثُهُ قَلْبانا بِاقْتِرابِ الْمَوانِئِ مِنَ السُّفُنِ الشّارِدَةِيُغْرِقُ مِعْطَفَهُ آخِرَ النَّهارِمِنْ غَيْرِ انْزِياحِ الرَّتابَةِ عَنْ دَرْبِهِ الأَبَدِيِّرُبَّما ، إذا ما أَدْخَلَنا قِرْطاسُ النَّبْضِ إلى صَحْرائِهِيَكْبُرُ بِنا .. يُوَزِّعُ ماءَهُ عَلى السَّواحِلِ بِالتَّساويالبَحْرُ أَصْغَرُ مِنَ الْفِكْرَةِيُرَتِّقُ الْوُجودَبِرُمْحِ اغْتِرابِهِ الْمُغَلَّفِ مَعَ الْبِدايَةِمُرّي … وَلا يَخونَنَّكِ الظَّنُّهشّي بِعَصا الرّوحِ مَزارِعيتَجِدي كَنائِسَ الْقُدَماءِ تَعُجُّ بِصَباحاتِ النَّدىتُغْلِقُ الطُّرُقاتِ الْبَعيدَةِ بِزَهْرَةِ الْمُرْتَجىوَتَقولُ عاشِقَةٌ لِقَرينِها :خُذِ الثَّغْرَ مِنْ طَرَفِهِ .. دَعِ الْبابَ لِلْعِتابِ .فَيَضْحَكُ الرَّبيعُ قَبْلَ أَوانِهِأَرْكُضُ بِكُلِّ أَزْمِنَتي إلَيْكِسَهْلاً .. وادِياً .. بَحْرًاوَسَطْراً صاعِداً في سُلَّمِ اللَّحْنِنَحْوَ الْقَصيدَةِوَأَسْمَعُ سِحْرَ الْكَلِماتِ /كَلِماتِكِتُنادي مِنْ ضُلوعِ اللُّغَةِ عَلَيَّأَصْغُرُ عَنْ عُمْري .. وَأَكونُبَيْنَ حُروفِكِ الْمُنادى عَلَيْهِثَلْجٌ يَتَرَقْرَقُ مِنْ رِمْشِ جَبَلٍيُلَمْلِمُ التَّلاشِيَ فيهِيُدَوِّنُ خُلودَ اللَّحْظَةِلا يَمُرُّ عَلى إيقاعٍ باهِتٍ كانَبَلْ… لِلْبِئْرِ مِرْآةُ الأزْمِنَةِمُرّي بِكَمالِكِ الْفِضِّيِّإِصْغي إلى رَنينِ الْهَواءِفي جَيْبِ التَّنَهُّداتِ الْمُضيئَةِيَسْتَكينُ رَعْدُ الْفُؤادِتَسْتَوي مَعارِجُ الأُمْنِياتِتُعْطي الْحَياةَ حَياةً أُخْرىتَنْسَلُّ الْعُزْلَةُ عَنْ شُرُفاتِ اللَّيْلِنَقولُ لِلْغِيابِ :أعِدَّ السَّمَواتِ في بَعيدِكَأُتْرُكْ لَنا نَوافِذَ الاٌحْتِمالاتِفَالْعِمادُ..نَبْضُ صَمْتٍ مُباحٍأُرْجوحَةٌ مَنْصوبَةٌ في كَلِمَةٍتُراوِدُ الْخَجَلَ الْمَدْفونَتُغْريهِ بِعَبَقِ الإنْصاتِلا بُدَّ مِنْ حِراثَةٍ إذَنلِنَقولَ لِلْبَساتينِ:مِنْ شَذاكِ هاتيفَهذا النَّصُّ حِراثَتي في الْبَوْحِالْماءُ مِنْكِرِيّاً في أَرْضِ الرّوحِوَبِراحةِ يَدِكِ الْخَلاصُيا سَماوِيَّةِ الْغِوايَةِ *
* (سماوية غوايتي) نص للشاعرة آمال عوّاد رضوان
ناصر عطالله