الثلاثاء ١١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم هيثم نافل والي

حانة العم مرزوق

لم يعرف العم مرزوق في مقتبل حياته سوى الخمر والنساء؛ ذلك الرجل الذي لسانه تبرأ منه منذ زمنٍ طويل، لا ينفك عن القرح والذم والتهريج، كبائع متجول! وهو المميز بعلامة فارقة لا يمكن تجاهلها عندما تنظر إليه، فهو ولد بعين واحدة سليمة، يرى العالم من خلالها؛ وعندما تغرّبَ مبكراً، لم يجد أمامه إلا أن يفتح حانه، ليمارس ما كان أصلاً قائماً في حياته في العراق قبل غربته- التي يقول عنها تعسفية - إلى تركيا، وهناك مارس عمله الذي هو كل حياته ولا يعرف سواه، الخمر؛ لكن هذه المرة دون النساء... بعدما أن هرم الرجل وهدّه المرض والعرق.

أفتتح حانته في المنطقة العربية المكتظة بالبضائع والسكان العرب وضجيجهم الذي لا ينقطع في مدينة إسطنبول القديمة؛ تجدها مدفونة بين بيوت الحي، على ناصية شارع فرعي يؤدي بدوره إلى شارع رئيسي ينتهي إلى مركز المدينة. علق لوحة على واجهة الحانة وكتب عليها بكل فخر: حانة العم مرزوق، وبخط يد منحوس، مخربش وبالكاد كان يقرأ؛ أبقى على جدرانها العارية الصماء التي تعكس وحشه خرساء مذبوحة أو مغتصبة، عتيقة الطلاء، بعد أن أبى تجديد دهانها؛ أحضر بعض الطاولات الخشبية المستعملة مع ما يناسبها في القدم من كراسي، وظلت الأرض عارية من أي غطاء، سوى الخشب الذي ما أن تطأه الأقدام حتى يصرخ مهتاجاً، وكأنه يتألم؛ جعل الحانة محل لعمله ومكان لإقامته وسكنه؛ فلم يكن يغادرها إلا ما ندر أو شذ أو في الحالات التي يحتاج فيها شراء بعض ما يلزم من خمر أو( مزات ) لإدامة عمله، الذي يقول عنه مسل، بائس ولعين في نفس الوقت، خاصة عندما تقوم بعض المناوشات الكلامية وتتطاير في الهواء الكلمات النابية الفاحشة بين جمهور الشاربين بعد أن يستولى الخمر على ما تبقى من عقولهم التائهة أصلاً... وهو الذي يسقي زبائنه ويشاركهم الشرب، عادة، رغبه، إدمانا، إرضاء ومجاملة في بعض الأحيان، وما أن يستمر بالشرب حتى يزداد ليناً، انشراحاً وتألقاً، فيصبح مزهواً، معتداً بنفسه، وهو يردد مقولته التي يفتخر بها، نعم، أنا أشرب العرق، لكني لا أسمح للعرق بشربي!! لذلك أبقى واعياً ولا يتسرب الخدر إلى خلايا جسدي... ومهما أكثر من شربه، لا يصل إلى حدود السكر الحمراء أبداً.

طلع القمر في بهائه الساطع، والحانة من تحته تستحم بضيائه الناصع... تقدم المساء المخترق السكينة بسبب الأصوات العالية والمتداخلة خارج الحانة، واللغط والقهقهات التي تصدر من الداخل، بعد أن اكتظت بالشاربين كالعادة، وبدأت الروائح الزنكة المختلطة بالعرق المتصبب من الأجساد والذي ينضح تحت الآباط بشكل مفضوح وكريه، ودخان السجائر المتصاعدة تملأ سماء الحانة الداكن، الغائم الكئيب...

فتح أحدهم باب الحانة الهزاز غير الطويل، ذا الطلاء الرمادي الغامق المتعفر، المتشقق والمقشر بسبب العتق والاستعمال وفعل السنين... دخل بتثاقل وهو يغرز نظراته في الجالسين بفضول مبهم، غريب؛ ثم التفت نحو إحدى زوايا الحانة، المقابلة إلى ذلك الباب الذي لا يعجز عن إطلاق الأصوات المتشنجة، المقززة في كل مرة يفتح ويغلق فيها... وهناك اتخذ مجلسا من إحدى الطاولات الشاغرة، المحشورة في أحد الأركان حشراً... وجلس صامتاً وهو يترقب بحذر شديد، وكأنه بانتظار إشارة أو أحد.

كانت ملامح القادم الجديد الذي دخل لتوه مريبة بعض الشيء، إذ كان يتمتع برأس صغير، وأنف حاد، تنطق عيناه بنظرات ثابتة، قصير الشعر، غليظ الشارب، وملابسه لم تكن تدل على أنه من الميسورين أبداً؛ وعندما طلب خمراً يحتسيه، كانت نبرته، نبرة المجنون للعاقل، بعد أن تحير والتمع الدمع في عينيه ولم ينزلق، فظل محبوساً في الأحداق...

رفع الكأس وأخذ رشفه طويلة منه، ثم مسح شاربه الغليظ بقفا كفه وصاح بتجهم: ما هذا؟ وأردف مجيباً مشفقاً على تساؤله، إنه ماء جهنم وحق الشيطان ومن خلقه!! ثم قهقهه، كمن يستخف بمأساته وصمت، ليبدو وهو جالس، كالمتشرد النائم على رصيف.

بعد برهة من ذلك الصمت الأخرس، أفاق على نفسه وصاح بصوت جميل، عذب وشجي بحيث يجلب الانتباه، وهو يصيح بعم مرزوق: أرقدش( كلمة تركية، تعني أخي بالعربية) هل لك أن تخبرني عن رحيم أين أجده؟ ألم تره؟ ألم يحضر إلى هنا؟ ثم تابع برجاء حقيقي وتوسل، أنا بحاجه إليه كثيراً، لم أعد الصبر والحياة من دونه... لقد تركني بعد أن تخاصمنا على مبدأ حياة الغربة، وهرب... ولا أعلم إلى أين؟!

 أجابه عم مرزوق وهو يقترب منه، حاملاً كأس العرق بيده اليمنى، ويركز النظر فيه جانبياً، بسبب عوره، وهتف: لطف الله، الرحمة واجب، من أين لي أن أعرف رحيمك هذا؟ يا أخي، ومن ثم أنا لم أتشرف بعد بمعرفته، فكيف، أستدل عليه؟ ها... السؤال الآن موجه لك، ومن حقك أن تمتنع عن الإجابة وضحك بتهكم! ثم سحب كرسياً مقابلاً له وجلس.

 ركز بنظره، وكأنه ينظر له من ثقب باب، وبعد وقفة قصيرة، استعاد فيها هدوءه قليلاً، قال باستياء: يا إلهي، أمرٌ لا يصدق!! كيف لا تعرف رحيم؟ أنا استغرب ذلك كثيراً!!

 ومن يكون؟! ثم نبر، بالتأكيد أحد الصعاليك الذين نراهم هنا وهناك يتسكعون في غربتهم بتركيا.

 صرخ به باستنكار، كالمعتوه، وبصوت هادر مخيف وشجي في نفس الوقت:

يا رحمة الله، أرجوك، سوس أولان( كلمة تركية تعني اسكت هذا عيب بالعربية) لا تقل مثل هذا الكلام عن رحيم، ثم أردف بتماسك، إنه فنان أصيل، أقصد فنان بالفطرة، مطرب كبير، يتمتع بحنجرة لم تصقلها الدراسة، إنها الموهبة الربانية التي قل أن تجدها في شخص آخر... ثم سعل قليلاً واستطرد مشفقاً على محدثه، خيبت آمالنا، أطال الله في عمرك يا... ( ولم يقل اسمه ) وتابع دون مبالاة، كان رحيم مطرب مشهورا في العراق، وله معجبون كثر، لكنه كان صريحاً ولا يحب التشوف أو المباهاة الفارغة ولا التنازل، لذلك ظل بعيداً عن الأضواء، تلك التي تعرفها... ثم واصل، إنك صاحب حانه وتعرف ما أعني، أليس كذلك؟!

 رد عليه متحذلقاً وبلسان ثقيل قليلاً، بعد أن جرع ما تبقى من كأسه الخامس لهذه الليلة: نعم، نعم أعرف كل هذا، قال العم مرزوق ثم سأله بتأنيب، لكنك لم تقل لي بعد لماذا هجرك؟ وأنت تقول إنه أعز أصدقائك، وإنه شخص لا يهادن أو يهاب!!

 هذا هو السؤال الذي أنتظره، ثم باغته بقوله: جدد لي كأس العرق أولاً... وأنا أقول لك! بل أنا لم آتِ إلا لأقول وأبحث ولأجد رحيما...

ذهب صاحب الحانة لملء كأسه... فسمع صياح جليسه ومن مكانه الذي تركه فيه، برعونة غير متوقعة من بقية الجالسين وبنفس الرنة الهادرة السابقة دون تردد:

تلك هي المشكلة، أقصد الغربة، الطقوس التي نمارسها دون احترام لذاتنا، ولأننا في غربة، اختلفت أخلاقنا، كثر كذبنا ورياؤنا، وأصبح من كان في العراق زبالاً... هنا طبيباً!! ثم هتف، كيف؟ لا نعلم!! هكذا هي أخلاق الغربة، هراء، لا تصدق كل ما يقال... ثم توقف عن الخطابة بعد أن بادرته نوبة سعال حادة، أستسلم لها، وفي هذه الأثناء حضر عم مرزوق وبيده كأسين ممتلئتين بالعرق واتخذ مجلسه أمامه، في حين عاود صاحبنا الهتاف والتنديد قائلاً، إرادتي ( أرقدش ) أغتالها اليأس، بينما رحيم لم يستسلم فتركني... ثم خفق ناطقاً، أسيفاً، تلك هي المشكلة! أقصد إننا لم نتفق، فتركني وهو ملاك، وأصبحت أنا في نظره، في شريعته وفي قانونه وعرفه، نذلاً، نزقاً أعاني الأمرين بعد أن اختلطت عليّ الأشياء وباتت كلها بلونٍ واحد... وما كنت أراه صائباً أصبح كفراً، والحمامة التي كانت في حضني سلاماً، تحولت فجأة إلى غراب ودون علم مني، بل تحولت إلى... فسق، زندقة وعدوان على نفسي والآخرين!! ثم ناح، وكما ترى بنفسك، أجالسك، أسكر معك، وكأنني أطلب التوبة على يديك!!

 رد عليه عم مرزوق بعدم اكتراث وهو يدق كأسه بكأس جليسه نخباً: أنا أتفهم وضعك يا أخي، ولكن لا تعذب نفسك هكذا؟ تجمل بالصبر، والغائب عذره معه كما يقال، لا تيأس أرجوك، فاليأس هو الابن الشرعي للموت! أليس كذلك؟ وتابع بحيوية نشطة، لا تعود إلى شخص شارب، وأنا لا أراك إلا ابناً للحياة، أشرب، أستمتع، تذكر كما يحلو لك، انس إذا أردت، ارقص إن شئت، غن إن أحببت، ولكن لا تيأس... ثم دعا، كمؤمن، قرب الله لقاءك بمن تحب، آمين رب العالمين( قال ذلك وهو يفتح ويغلق عينه اليتيمة بسرعة غريبة، نزقة)

 أشكر لك عواطفك الصادقة( أرقدش) ولكن- وهو يتلفت ويزر الآخرين بتلك النظرة الثاقبة المعتادة- ما هذه السهرة غير الماتعه، المعتعته، الباردة التي لا تريد أن تنتهي... ثم أضاف، ولا أن تجعل من العقل سلطاناً يذوب وهو يعاقر الخمر؟!

رد عليه أحدهم بصوت مقهور، وقح، وكأنه مخذول من شيءٌ ما: ستنتهي وحياة أمك( ضجت الحانة بموجة ضحك متهتك) ثم نبر بلؤم، ولكن بعد أن تجد صاحبك، أقصد رفيق عمرك هذا الذي أصدعت رؤوسنا به، من كثر ما رددته على مسامعنا، ثم ناح، لقد أفسدت علينا طقوس ليلتنا، أفسد الله عليك لياليك جميعهاً، كف وأعدل عن فكرة البحث... على القليل الليلة هذه، ثم شارك الآخرين الضحك، ها... ها... ها

 أجابه صاحبنا منفعلاً، مغتاظاً وهو يلوح بيده، بعد أن التمع ماء النشوة والغضب الزجاجي في عينيه: يا عدو الله، أنت... يا وجه الشيطان، يا سليط اللسان، أنت! طائش، أرعن ولا يفرق بين الديك والدجاجة! ثم أضاف، جنوني أفضل من عقلك، وغروري أسمى من فعلك، وتفاهتي أجمل من فنونك، ضنفوس( كلمة تركية تعني خنزير بالعربية) زنديق، لا يعرف نفسه حتى وإن ظل ينظر بالمرآة عاماً كاملاً... ثم تابع، أنتم يا أولاد السحالي، أراكم تشربون الخمر، كما تشربون الماء، كي تسكرون نشداً في النسيان، وهذا يخالف وجهتي في الشرب تماماً، فأنا أشرب كي أتذكر!!( ورجت الحانة بالضحك الصاخب من جديد )

فجاءه صوت قبيح من إحدى الزوايا التي لم يتعرف عليها: سلام يا نسيان، ثم أردف، أنت قواد وابن قحبه، والكل هنا يشهد...

 مرحباً، شهود، سكتر( كلمة تركية فاحشة)!! ثم عقب، تقصد هؤلاء السكارى، شهود؟! ما شفاك الله من ورطتك اللعينة هذه إذن!! وتابع، أنت يا مسلولا... يا صلاّ... يا جسم فانيا، الموت سيكون نهايتك السعيدة، بأذن الله! ثم همس في أذن عم مرزوق، وكأنه يسرّ ذاته، أنا أرعن وأستحق كل هذا العذاب، أتعلم ذلك؟! ثم سكت، كراهب بوذي يتعمد في وحدته.

 أجابه صاحب الحانة مستدرجاً، متملقاً، وهو يتظاهر بالعفو ويصطنع الكلمة والغفران:( أوغلوم، كلمة تركية وتعني ابني بالعربية ) التاريخ يعيد نفسه، صالوما الداهية هي التي أدت بيوحنا إلى التهلكة! والزمن عبرة، والماضي لا فائدة منه، ورحيمك هذا لن يظهر بسهولة خلافاً لما توقعت! لذلك أقول، لا تتألم، اترك الأمر لصاحب الأمر( وبعد جرعة من كأسه ) تابع بحماس، يا حفيظ، جرب أن تصدقني، أو على الأقل، أن تأخذ بنصيحتي، فالحزن، كالابتسامة لا يمكن وصفهما بسهولة، أعني ليس بالشيء الهين أن ترسم الحزن أو الابتسامة على الوجوه، حتى وإن كنت رساماً بارعاً، لذلك أراك تتعذب أمامي وتسكر، والذكرى هنا زمن فائت كما قلت، غير موجود، ونحن هنا لا نتعامل مع الأشباح إلا عندما نسكر!!

 رفع صاحبنا رأسه وصوب نظراته التي لا تخطئ، كالسهم الموثوق منه، حرك لسانه وقال: جبر الله بخاطرك( أرقدش ) وما تقوله صحيح، ولكن... كيف أشرح لك؟ أقصد، أن الغربة في جدال مع التناقض، والأخلاق هي محور الحوار! والشخص الغريب في الغربة هو الخائن الخسران وإننا لا نعيش هنا على سجيتنا، بل نتصنع، نموه ونميل إلى الخداع والتشويه والتحريف، ناهيك عن قسوة ومعاناة البعد والتشرد الذي نعانيه... لذلك أقول أن منطق الغربة في جدال أو صراع مع التناقض!! ثم صاح بحنجرته العريضة الواسعة، أتفهم ما أقول؟! والدموع كانت قد غزت عينيه بسخاء لا حدود له وفجأة ودون إرادة منه... راح يدندن بنغم شجي، مؤثر رائع، حميم أبهر الجالسين وهو يردد، مازال صديقك يا رحيم يدور، تعودنا الجهل، فصار الجهل نورا، أحببنا الحياة، ولم نعلم بأن الحر مقصور، تجاهلنا الحق، وطبع الخلق مغرور، فهمنا الحب وشعور القلب مسحور، تكبرنا وشر العقل مدحور... ثم جرع ما كان باقياً من كأسه في جوفه دفعة واحدة وناح، رحيم، أين أنت الآن؟! أين؟ وصديقك مازال يسكر وفي مكانه يدور، وظل يدندن بذات الصوت الحزين العذب...

في هذه الأثناء... دخل زبون جديد إلى الحانة، فزعق الباب الهزاز باستهتار صارخ بأن أحدهم شقها من الوسط!! نظر إلى الجالسين وهو يعاين المكان، وكأنه ينوي شراءه، حتى عثر على صاحبنا الباكي، الشاكي الذي كان غارقاً بالغناء... فصرخ القادم الجديد به فرحاً، غير مصدق:

منْ هناك؟ سلطان الطرب! وأخيراً وجدتك، يا رحيم يا فنان يا ملهم، يا أصيل... توقف لحظه، بلع ريقه، لوح بيده، وكأنه يرحب بالجالسين وصاح هاتفاً، يا رجل لقد أتعبتنا... فمنذ الصباح ونحن نبحث عنك في كل مكان... تقرب منه وهو يدعوه مبتسماً، هيا أنهض معي ولا تجعلنا نتأخر أكثر، فالفرقة الموسيقية تنتظرك، والمدعوون كذلك وأنت هنا! ثم استدرك، لا حول الله يا رب، ماذا أقول، ولمن أشتكي؟!

توقف رحيم عن الغناء، اعتصم بالصمت ولاذ به، كأنما يمثل طبع الحجر، الذي لا يعرف الشعور أو التأثر أو النظر، وينظر بالقادم وفي حال شبه غائب عن الوعي، بسبب كثرة الكؤوس التي جرعها وهو يشعر بالذل والخيبة والهوان ومن عدم الانتماء؛ الانتماء الذي هو علاج لكثير من الأمراض في غربته القسرية التي لا تريد أن تحيه أو تميته، وهذا ما كان ينقصه، فمرض بعد أن تخلى ضميره الحي، الناطق، الصادق عنه، وهو في أمس الحاجة لنقد الذات في سويعاته المقهورة الحزينة تلك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى