الجمعة ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم علاء الديب

رأس الديك الأحمر

"أنا لا أقدم أحمد الخميسي، فالحياة الثقافية والأدبية تعرفه جيدا. إنه كاتب استثنائي يضع القارئ أمام أخطر وأهم القضايا السياسية والاجتماعية بدون مباشرة أو خطابية. إنه يأخذ كلماته بقدر نادر من الجدية ويشتغل على جمله وقصصه ومعانيه كصائغ يشتغل في الذهب الغالي أو كمحارب يدافع عن أرض الوطن. وهو صاحب إدراك مثقف لمعنى ووظيفة الأدب وصاحب حس جمالي لايرضى إلا عندما تشف اللغة وتستقر على شاطيء الموسيقى. كان قد أصدر في مطلع شبابه (1967) مجموعة قصصية، ونشر بعد ذلك عددا كبيرا من الكتب والمترجمات التي تجمع بين الفن والدراسة الملتزمة. وأصدر مجموعة قصصية نادرة باسم قطعة ليل عام 2004، استعرض فيها قدراته ككاتب أستاذ قادر على التعبير الموجز النافذ المشحون بالصور. وأخيرا نشر عام 2010 مجموعته كناري التي فازت بجائزة ساويرس لأفضل مجموعة بين أعمال كبار الأدباء. وقد قارنت بين مجموعته "كناري" والعمل الخالد لعبقري القصة المصرية يوسف إدريس "أرخص ليالي" الصادرة عام 1954، وقلت إن "كناري" أجمل مجموعة قصصية بعد أرخص ليالي التي - إلي جانب قيمتها الفنية - ارتبطت بشكل أوبآخر بثورة 1952، كما ارتبطت "كناري" بدون افتعال أوتزيد بالأجواء التي كانت مقدمة لثورة يناير 2011. أهم ما في العالم القصصي لأحمد الخميسي البلاغة والاقتصاد اللذان تتميز بهما جمل الكاتب والعناية الفائقة بشكل القصة وبنائها بما يكشف عن عمق قضيته وأبعاد موضوعه. هو باختصار قصاص وكاتب نادر".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى